عاجل

إنها مصر

إعلان القاهرة وموائد اللئام !

كرم جبر
كرم جبر

الخطر الرهيب الكامن تحت الرماد كان السبب وراء إعلان القاهرة ومبادرة مصر التى أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لإطفاء الحرائق قبل أن تأتى على بقية ليبيا.
أمن ليبيا جزء من الأمن القومى المصرى، فهى الجار الذى تربطنا به حدود تتجاوز الألف كيلو متر، ويكمن الخطر فى محاولات تركيا تحويل ليبيا إلى مستنقع للإرهابيين من كل دول العالم، تهديداً للأمن القومى المصرى.
مصر تستطيع أن تدافع عن حدودها وتقطع أيدى من يحاول الاقتراب منها، ولكن يظل القلق متصاعداً، كلما تصاعدت حدة الصراعات والحروب فى ليبيا، ولا يمكن عزل مصر عما يحدث فى دولة الجوار.
المبادرة المصرية تحتاج دعماً عربياً ودولياً، قبل أن تأتى الحرب الأهلية فى ليبيا على ما تبقى.
>>>
1- إذا تحولت ليبيا إلى مستنقع على غرار سوريا، سوف تعانى المنطقة والعالم كله من ويلات صراع جديد، لن تنطفئ نيرانه إلا بعد سنوات طويلة من الاستنزاف والقتال.
2- تدخل تركيا المباشر واحتلالها ليبيا ينذر بكوارث محققة تعصف بالأمن والاستقرار فى المنطقة، وتفتح المجال لدول أخرى أجنبية تتطلع لاستعراض عضلاتها العسكرية.
3- فى زمن الحرب يعرف الجميع من يطلق الرصاصة الأولى، ولكن لا يعلم أحد من يطلق الرصاصة الأخيرة، وإذا اتسع أتون الصراع، فلن يستطيع أحد أن يتنبأ بمسار الأحداث.
4- كل الدول لها مطامع فى ليبيا خصوصاً البترول والغاز والثروات الطبيعية، علاوة على موقعها الاستراتيجى الخطير الذى يتيح لمن يسيطر عليها أن يتحكم فى منطقة المتوسط كلها.
5- استمرار الحرب معناه استمرار نزيف الثروات الليبية خصوصاً فى المناطق التى تسيطر عليها الميليشيات، وتوظف أموالها لشراء المعدات وليس للإنفاق على إزالة آثار الحروب.
6- الحرب الدولية فى ليبيا - حال اندلاعها - ستفتح أبواب الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا بشكل غير مسبوق، هروباً من تداعياتها، وستدفع أوروبا ثمناً فادحاً.
7- الحرب فى ليبيا ستكون أشد قسوة وضراوة من الحرب فى سوريا، لكثرة أعداد الميليشيات المسلحة بالآلاف، ووجود قطيع من الأسلحة والمعدات الثقيلة والخفيفة يصعب السيطرة عليها.
8- الحرب ستقضى تماماً على ليبيا ولن تقوم لها قائمة، وإذا كانت سوريا تعانى حتى الآن من مؤامرات التقسيم، فلن تنجو ليبيا لكثرة المطامع وتعدد الثروات.
9- تركيا والأطماع التاريخية فى عودة أمجاد الماضي، والأطماع الحديثة فى السيطرة على الغاز خصوصاً المتوسط، وأن تعالج مشاكلها الاقتصادية على حساب الثروات الليبية.
10- ستعمل الدول المعنية بالصراع على أن تكون لها بصمة فى الحرب، من الولايات المتحدة حتى روسيا والدول الأوروبية والأفريقية، والعالم كله سيحارب فى ليبيا.
11- ليبيا هى الوليمة الكبرى على موائد اللئام، ويبدو أن الدول المنتجة للأسلحة تحاول أن تجد سوقاً جديدة لتنشيط مبيعاتها وتعويض خسائر كورونا.