جمال حسين يكتب عن إعلان القاهرة.. والأطماع التركية

الكاتب الصحفي جمال حسين
الكاتب الصحفي جمال حسين

بالأمس كانت القاهرة محط انظار العالم انتظاراً لما تسفر عنه مباحثات الرئيس السيسي مع قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح بشأن الأزمة الليبية.. وبمجرد انتهاء المباحثات عقد الرئيس السيسي مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع الضيفين الكبيرين، مؤكدًا أن المباحثات أثمرت عن «إعلان القاهرة»، وهو مبادرة ليبية - ليبية جديدة تهدف إلى إنهاء النزاع في البلاد، وإخراج القوات الأجنبية من ليبيا، وبنود أخرى تكفي لحل الأزمة ووقف الحرب لو صلحت النوايا. 


وبمجرد صدور إعلان القاهرة لاقى قبولاً وارتياحًا عربيًا واقليميًا ودوليًا، باستثناء تركيا وتابعتها حكومة الوفاق.. وقد جاء الارتياح العالمي لإعلان القاهرة لأنه أكد على وحدة الشعب الليبي وسلامة أراضيه، وأنه جاء استكمالاً لعدة مبادرات دولية على رأسها مؤتمر برلين، ومؤتمر (٥+٥) الذي تم بإشراف الأمم المتحدة.


أكد الجميع أن إعلان القاهرة خطوة مهمة تجمع جميع الاطراف في ليبيا للعمل على بدء حوار جاد تتضافر فيه الجهود الوطنية للتوصل إلى اتفاق تاريخي؛ يضمن وقف التدخل الخارجي وإخراج المرتزقة والإرهاربيين.


 إعلان القاهرة ينص على ٨ بنود لإنهاء الأزمة والوصول إلى تسوية سلمية تتضمن وحدة وسلامة المؤسسات الوطنية، وعودة ليبيا بقوة إلى المجتمع الدولي وإنهاء معاناة الشعب الليبى واستعادة استقراره فى كل مجالات الحياة.


تصدر بنود الإعلان وقف إطلاق النار في عموم ليبيا اعتبارًا من الغد وتجديد الدعوة إلى استئناف مفاوضات السلام في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة بصيغة (5+5). وإلزام كافة الجهات الأجنبية بـ«إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها»، حتى يتمكن «الجيش الوطني» من «الاضطلاع بمهامه الأمنية».


وتنص المبادرة أيضًا على تشكيل مجلس رئاسى منتخب مع ضمان تمثيل عادل لكافة اقاليم ليبيا الثلاثة لإدارة الحكم وإجراء انتخابات نزيهة وتوزيع عادل وشفاف يشمل كافة المواطنين، واعتماد إعلان دستوري ينظم العملية السياسية في البلاد.


وبمجرد إطلاق إعلان القاهرة توالت ردود الأفعال الدولية والإقليمية والعالمية ترحيبًا بإعلان القاهرة الداعي لوقف إطلاق النار في ليبيا، والعودة إلى المسار السياسي.. سارعت كل من أمريكا وفرنسا والمملكة العربية السعودية والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية، بالجهود المصرية الهادفة إلى حل الأزمة الليبية، وأكد الجميع تأييدهم لإعلان القاهرة ودعوة الرئيس السيسي لوقف إطلاق النار في ليبيا اعتبارًا من الغد، بينما جاء الاعتراض من حكومة الوفاق المتحالفة مع الأتراك والإخوان الإرهابيين.