حكايات| آرت ديكو.. كلمة سر أعادت الحياة للكباش الفرعونية بـ«التحرير» 

ميدان التحرير
ميدان التحرير

أمام المسلة الفرعونية والكباش والإضاءة المميزة ليلا بميدان التحرير، يقف الملايين عاجزين عن وصف روعة المتحف المفتوح في أكبر ميادين مصر، لكن تبقى كلمة سر هذا الجمال في الـ«آرت ديكو».

ميدان التحرير يحتوي على عقارات ذات تراث فريد لا يتبحر في جمالها سوى عشاق التراث والمهندسين المعماريين وخاصة من لديهم خبرة في هذا المجال.

مجرد الدخول إلى ميدان التحرير من خلال ميدان عبدالمنعم رياض بالطبع تخطف بعض العقارات الأنظار، إذ تم بناؤها بشكل معماري مميز يسمى فن أرت ديكو؛ حيث تميزت بها عقارات مدينة النور العاصمة الفرنسية باريس ليبقى التساؤل: ما هذا الفن المعماري؟

اقرأ للمحرر أيضاً| مآذن في رقبة «جاكلين».. مهندسة مسيحية معلقة بين مساجد القاهرة

فن آرت ديكو تصميم شعبي بزغ في فرنسا على أعتاب الحرب العالمية الأولى، واكتسب شهرته بين عامي 1920 و1939، ولم يتوقف عند الهندسة المعمارية فقط؛ بل امتدت ملامحه لتشمل كذلك التصميم الداخلي والفنون البصرية مثل الموضة، والرسم، التصميم الرقمي. 

وفي فرنسا جمع هذا الطراز بين العديد من الأشكال الفنية التي ظهرت في بداية القرن العشرين، خصوصا التكعيبية، الحداثية، الفن الجديد، ويتميز نمط الآرت ديكو باستخدام الخطوط الواضحة والأشكال الهندسية، بما في ذلك المثلثية والمتعرجة وشبه المنحرفة والمزخرفة، بشكل متكرر يظهر الخصائص البصرية الأساسية لهذا النمط، إضافة إلى خصائص التصميم الآلي كالتناسب والتماثل والتكرار الثابت والانحناء والصقل، وهذا ما تشاهدها بمجرد وقوع نظرك على عقارات ميدان التحرير.

ومؤخرًا، أعادت مصر إحياء أصول فن آرت ديكو عبر مجموعة صور أظهرت إبداع الإضاءة بجميع مباني الميدان سواء كانت العقارات السكانية أو مبنى مجمع التحرير أو مسجد عمر مكرم ليكون ميدان التحرير تحفة فنية ومتحفا يجمع بين الحضارة الفرعونية والفن المعماري الحديث.
 
اقرأ للمحرر أيضاً| وعد «مسافة السكة».. مصريون برتبة جنرال بالجيش الأبيض الكويتي

لا تتوقف مفاجآت ميدان التحرير عند هذا الحد بل تمتد إلى إحدى اللافتات التي تكتب اسم شخصية التي سُمي بها الشارع الذي يربط ميدان عبدالمنعم رياض بـ«التحرير» وتحكي تاريخه في سطور قصيرة.

وهذا الشارع سمي على اسم أوجوست مارييت باشا وهو فرنسي الأصل مصري الهوى وأول من شغل منصب مدير لمصلحة الآثار المصرية عام 1858 وهو مؤسس المتحف المصري، كما أن جثمانه مدفون في حديقة المتحف.

ويرجع الفضل أيضا لمارييت في اكتشاف العديد من المعابد والآثار المصرية؛ حيث عمل في التنقيب منفرداً، دون أن تكون له بالحكومة صلة رسمية.

وبين ليلة وضحاها تحول ميدان التحرير إلى متحف يضم كافة المعالم التاريخية بدءًا من الحضارة الفرعونية وصولا إلى الفن المعماري ثم عقارات المشاهير بوضع لوحات تعريفية مميزة لكل شخصية أبرزها يقدم معلومة عن أن أبرز ساكني الميدان كانا الفنانة الراحلة مديحة سالم والإعلامي الراحل ممدوح الليثي.
 

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي