تقرير| لماذا تراجع الجنيه المصري 45 قرشا أمام الدولار الأمريكي في 18 يوما؟

الجنيه المصري
الجنيه المصري

شهد سعر صرف الجنيه المصري، تراجعا ملحوظا أمام الدولار الأمريكي على مدار الأسابيع الماضية، على الرغم من انخفاض الأخير في الأسواق العالمية، على خلفية التداعيات السلبية لفيروس كورونا المستجد كوفيد 19.

وفقد الجنيه المصري نحو 45 قرشا من قيمته أمام الدولار الأمريكي خلال فترة لا تتجاوز الـ18 يوما، بداية من 18 مايو الماضي، ليكسر حاجز الـ16 جنيها خلال تعاملات الأسبوع الجاري لأول مرة منذ ديسمبر 2019، وهي الخسارة الأكبر الجنيه منذ ما يقرب من عامين.

 

لماذا انخفض سعر الجنيه المصري 45 قرشا أمام الدولار الأمريكي في 18 يوما؟.. بوابة أخبار اليوم تستعرض الأسباب في هذا التقرير.

 

ارتفع سعر العملة الأمريكية- الدولار- خلال الأيام الماضية، نتيجة لتوقف حركة السياحة بمصر وتوقف الطيران بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا حول العالم، الأمر الذي أدى إلي انخفاض كبير في عائدات مصر من العملة الصعبة.

 

أدت حالة الحظر التي فرضتها العديد من دول العالم إلي تراجع معدلات التصدير والاستيراد وبالتالي انخفاض حركة التجارة العالمية، الأمر الذي آثر سلبيا على عائدات قناة السويس، ثاني موارد العملة الأجنبية في مصر.

 

نتيجة لحالة القلق والخوف التي يعيشها معظم سكان العالم ومن بينهم المستثمرين، قام العديد من المستثمرين الأجانب بالخروج من أدوات الدين الأجنبية من الأسواق الناشئة ومن بينها مصر، والتي بلغ بيع أدوات الدين من المستثمرين لنحو 17 مليار دولار خلال شهري مارس وأبريل الماضيين بسبب أزمة تداعيات كورونا العالمية وفقا لتصريحات سابقة لرامي ابو النجا نائب محافظ البنك المركزي المصري.

 

وتباع العملات الأجنبية ومن بينها الدولار الأمريكي في البنوك، وفقا لآلية العرض والطلب التي يتبعها البنك المركزي المصري منذ تحرير سعر صرف الجنيه المصري تحريرا كاملا في 3 نوفمبر 2016.

 

يأتي ذلك، بالتزامن مع زيادة الطلب على الدولار لتلبية الاحتياجات الاستيرادية في مصر، في الوقت الذي تراجعت فيه موارد التدفقات الدولارية من تحويلات المصريين بالخارج، وانخفاض إيرادات السياحة، وقناة السويس، والصادرات، بجانب خروج الاستثمارات الأجنبية في  المباشرة، وسداد الالتزامات الخارجية من القروض وسندات وأذون الخزانة بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، مما أدى إلي انخفاض قيمة الجنيه.

 

وتسبب خروج المستثمرين الأجانب من أدوات الدين المصرية بجانب تلبية احتياجات السوق المصري من السلع الاستراتيجية والأساسية، وسداد التزامات مصر الخارجية من القروض في تراجع الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية لدى البنك المركزي المصري، بقيمة بلغت 8.5 مليار دولار خلال الشهرين الماضيين، ليسجل 37.03 مليار دولار بنهاية أبريل الماضي.

 

وسجل سعر الدولار اليوم 5 يونيو 2020، نحو 16.13 جنيه للشراء، و 16.23 جنيه للبيع، في بنوك الأهلي المصري، ومصر، والقاهرة، بالمقارنة بنحو 15.68 جنيه للشراء، و 15.78 جنيه للبيع، في 17 مايو 2020.

وبلغ سعر الدولار في البنك التجاري الدولي- مصر، نحو 16.15 للشراء، 16.25 جنيه للبيع.

وسجل السعر الرسمي المعلن من البنك المركزي، للدولار نحو 16.13 جنيها للشراء، و 16.26 جنيه للبيع، فيما بلغ متوسط سعر البيع نحو 16.02 جنيه للشراء، و 16.12 جنيه.

وكان سعر الدولار الأمريكي، يشهد حالة من الاستقرار أمام الجنيه المصري، خلال فترة تجاوزت الشهرين، قبل أن يصعد بقيمة بلغت 11 قرشا خلال تعاملات الأسبوع الثالث من شهر مايو الماضي.