خالد الطوخي.. والانحياز للوطن

 الدكتور خالد عبد الغفار و خالد الطوخي
الدكتور خالد عبد الغفار و خالد الطوخي

"الانسحاب خيانة.. والوقوف مع الوطن شرف وأمانة"؛ كلمات تفرق بين من يحارب مع الوطن في مواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد ١٩"، ومن ينسحب لهثا وراء مال فان، تاركا وراءه أوجاع مواطنين تدوي صرخاتهم من الألم علها تجد من يسمع صداها.


بدون تردد، انحاز المواطن خالد الطوخي رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، لحضن الوطن، واختار الوقوف مع المصريين والدولة في خندق واحد لمجابهة جائحة فيروس كورونا، عبر قيامه بتخصيص مبنى ضخم تابع لمستشفى الدكتورة سعاد كفافي، بمستشفى عزل لعلاج المصابين من الفيروس، في وقت تتزايد فيه الإصابات، مكملا بذلك دور الدولة التي تبذل ما في وسعها وتسخر كل إمكانياتها من أجل الوقوف مع شعبها.


 لم يتنصل خالد الطوخي، من دوره تجاه الوطن، بل قام بعمل مجتمعي ومشاركة نبيلة علها تكون طاقة امل ونبراسا للكثير من رجال الأعمال للوقوف مع المصريين في وقت الأزمة، فمعادن الرجال تظهر وقت الشدائد.


لم يقم خالد الطوخي، بعمل شو إعلامي مثلما يفعل البعض، بل آثر العمل في صمت، مبعدا نفسه وجامعته عن شرذمة مصاصي الدماء الذين يسعون في الأرض فسادا عبر قيامهم بالمتاجرة بأوجاع المرضى وآلام الوطن.. فقط ركز كل طاقته على القيام بما ينفع واستطاعت جامعته تصميم مبنى للعزل الصحي لمصابي كورونا، في مدة لم تتجاوز ٢٤ ساعة فقط، على أن يتم التنفيذ وإعادة هيكلة ورفع كفاءة مبنى «دار الضيافة» ليتحول إلى مستشفى للعزل الصحي  وهو المشروع الذي يقام على مساحة تبلغ ٥ أفدنة، ومن المقرر أن يضم «دار العزل» و «المستشفى الميداني» والعديد من المساحات الخضراء ويضم المبنى خمسة أدوار بمساحة ٧ آلاف متر ويستوعب ١٩٠ سريرا.


وفور الإعلان عن هذا العمل الوطني، انهالت الإشادات على خالد الطوخي من الجميع، فلقي هذا استحسانا من المصريين على اختلاف أطيافهم، وبالتزامن مع المستوى الشعبي، أشاد وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبدالغفار بالنموذج المشرف «دار العزل» الذي يجرى تنفيذه الآن، حيث من المقرر أن يفتتحه بعد شهر من الآن، بعد أن يصبح المبنى جاهزا لاستقبال المرضى من المصابين بفيروس كورونا لتلقى العلاج والرعاية الصحية حسب البروتوكول المعتمد من وزارة الصحة، وهو البروتوكول الذي وضعته منظمة الصحة العالمية لعلاج هذا الفيروس.


فرص عمل يخلقها مشروع "مستشفى العزل"، هكذا عودنا خالد الطوخي حتى في وقت تستأصل فيه بعض المؤسسات الخاصة موظفيها من العمل.. فهناك جانب مضيء، فقد تقرر أن تستمر الأعمال على مدار ٢٤ ساعة وذلك من خلال تشغيل ما يقرب من ٣٠٠ حرفي و٢٠ مهندسا ومشرفا ومدير مشروع ومدير مشروعات، وذلك لضمان سرعة الأعمال وانجازها  في مدة لن تزيد عن الشهر المقرر للانتهاء من المشروع بالكامل.


لم يكن ما قام به خالد الطوخي أول الغيث، فمستشفى العزل ليس أول القطرات، فدوما كانت تجوب القوافل الطبية التابعة لمستشفى سعاد كفافي، أماكن متفرقة من أرض الكنانة لخدمة جميع المصريين على اختلاف أطيافهم، التزاما بالدور المجتمعي، فجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تحرص وبشكل دائم على القيام بالمبادرات الإنسانية والمشروعات الخيرية التي تقوم بتنفيذها من خلال الكوادر الطبية بمستشفى سعاد كفافى الجامعي، فقد تم من قبل تنظيم العديد من القوافل الطبية وذلك لعلاج ورعاية المرضى غير القادرين في العديد من المناطق الشعبية بمختلف محافظات الجمهورية وخاصة المناطق النائية والحدودية، وهو التوجه الذي يتم تنفيذه في إطار المسئولية الاجتماعية التي تلتزم بها الجامعة بأشكال مختلفة ومتنوعة.


إن التاريخ ليس بظلام للبشر، فحكمه عادل، وسيسجل بأحرف من ذهب، أن خالد الطوخي ومستشفى سعاد كفافي التابع لجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، كان سباقا في الانحياز للوطن والشعب في أحلك الظروف التي تكشف الأقنعة عن الكثيرين، ولعل ما قام به خالد الطوخي يكون مردوده دعوات صادقة تخرج من حناجر مصريين ردا لجميل خالد الطوخي الذي آثر الوقوف مع مصر.