نهار

الجيش الأبيض..

عبلة الروينى
عبلة الروينى

ليس صحيحا أبدًا أن الإعلام، الذى وصف الأطباء «بالجيش الأبيض» مقدرًا دورهم الأهم فى صيانة حياتنا والمحافظة على سلامتنا وعلى أرواحنا... أن يكون هو نفسه (بحسب ترويج الشائعات) من يقف ضد احتجاجات بعض الأطباء، ويتجاهل مطالبهم المشروعة والواجبة، بضمانات الرعاية، والمزيد من وسائل الوقاية والرعاية... وليس صحيحًا بالتأكيد أن تتعنت وزيرة الصحة ولا وزارة الصحة تجاه مطالب الأطباء (خط دفاعها الأول، وسلاحها القوى المباشر فى محاربة الوباء الرهيب)...
لكن من الطبيعى جدًا (وسط ظروف بالغة القسوة والصعوبة فى مكافحة الوباء)... من الطبيعى أن يغضب الأطباء.. أن يضيقوا وأن يحتدوا.. جميعنا نعانى القلق والتوتر، ونعيش تحت ضغوط عصبية شديدة، فى حرب الكورونا المخيفة التى تجتاح العالم وتجتاحنا بعنف... الأطباء هم الأكثر تحملًا، وهم الأكثر شعورًا بالضغط والمسئولية... وهم الأكثر تعرضًا للعدوى والإصابة (عدد حالات الوفاة بين الأطباء بلغت ١٩ طبيبًا حتى الآن).. استقال أحد الأطباء بعد وفاة طبيب زميل له بالكورونا، فى مستشفى المنيرة!!... واتهم الأطباء ونقابة الأطباء، وزارة الصحة بالتقصير فى توفير وسائل الحماية اللازمة للأطباء، مطالبين برعاية مضاعفة، وتوفير مستشفى عزل خاص للأطقم الطبية... وطبعًا كان هناك مشعلو الحرائق من أصحاب الأجندات سياسية وغير سياسية... يحاولون اختلاق معركة، وتصعيد الخلاف بين الأطباء ووزارة الصحة... وهو ما لا يمكن أن يحدث بحسب العقل والمنطق والواجب والضمير والمسئولية... وبالفعل أعلنت د.هالة زايد وزيرة الصحة أن كل مطالب الأطباء لابد من تنفيذها.. ويخصص فى كل مستشفى عزل، طابق كامل للأطقم الطبية المصابة يضم ٢٠ سريرًا.
وفى مبادرة إيجابية طالب د.عمرو حلمى أستاذ جراحة الكبد ووزير الصحة الأسبق، لحل مشكلة نقص الكوادر الطبية، بالتطوع والتدريب على العمل فى مراكز رعاية المصابين، لأن المعركة لا هوادة بها... وطالب أيضا خبراء الطب الوقائى بوزارة الصحة، تصدر المشهد الإعلامى دون سواهم.. لاطلاعنا على المستجدات والمعلومات العلمية الحديثة حول الوباء، والمساهمة فى رفع الوعى الصحى للمواطن فى مواجهة المرض.