«العروبة».. قصة طبيب فلسطيني انضم لجيش مصر الأبيض

الدكتور عارف الفرا
الدكتور عارف الفرا

لم يتردد ولو لوهلة واحدة في أن يكون جنديا في جيش مصر الأبيض؛ فقد درس الطب في مصر، فأراد الطبيب الفلسطينى عارف الفرا، أن يرد الجميل لأهل أرض الكنانة الذين يقفون دوما مع القضية الفلسطينية وشعبها، فوهب نفسه لمساعدة مرضى فيروس كورونا.

وبالأمس؛ قدم نفسه إلى مستشفى إسنا التخصصي للعزل الصحي ليكون ضمن فريق العمل بالمستشفى الذي حقق أعلى معدلات النجاح في التصدى للمرض.

ويقول إن سعادته لاتوصف وهو يحقق أغلى أمانيه في التنقل بين مستشفيات مصر منذ تخرجه من كلية طب قصر العينى منذ 6سنوات، ليرد الجميل لوطنه الثاني الذي احتضنه وقدم له كل خدماته ليصبح طبيبا متخصصا في طب الطوارئ والحالات الحرجة

يقول الدكتور عارف الفرا: "كنت من أول ثلاثة أطباء طوارئ افتتحوا مستشفى إسنا التخصصي بالتزامن مع زيارة الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، ونذرت نفسي مثل أشقائي من الأطباء المصرييين للتصدي للمرض ونيل شرف أن تكون مقاتلا صلبا أمام هذ الفيروس الفتاك ومساعدة المرضى على التعافي في أقرب وقت".

وتابع: "في البداية تم تكليفى بالانضمام إلى الفريق الطبي بمستشفى الصداقة للعزل الصحي بأسوان هذا إلى جانب بعض المستشفيات الخاصة، وعندما عدت إلى مستشفى العزل الصحي بإسنا، أدركت أنني مقبل على معركة لم أشهدها مسبقُا في أروقة المستشفيات، فالمرض غامض، والأعراض تختلف من مريض إلى آخر، وعاهدت نفسي ببذل قصارى الجهد ومواصلة الليل بالنهار للحفاظ على أرواح المرضى، حتى وإن تطلب الأمر أن أضحي بحياتي، فالقسم الذي أديته في كلية الطب يلزمني أمام الله بألا اتخاذل أو أتراجع أمام أشقاء لي قدر لهم أن يصابوا بالفيروس".

واختتم حديثه قائلا: "أنا من مواليد فسلطين، وكنت قد أنهيت دراستي في الثانوية العامة في وطني، ثم انتقلت للقصر العيني لبداية المرحلة الجامعية، وتخرجت في عام 2014 والآن على مشارف إنهاء تخصص طب الطوارئ والحالات الحرجة، وعملت في العديد من المستشفيات الخاصة والحكومية.. أدرك أن جميع شعوب العالم تقف أمام مفترق طرق إما النجاة أو الهلاك، والحل بسيط ومُجديّ لا يستلزم سوى المكوث في المنازل والتباعد المجتمعي حتى نضمن النجاة من تلك الجائحة".