أثري يلقى الضوء على جهود الدولة لتطوير مسار العائلة المقدسة 

الدكتور عبد الرحيم ريحان
الدكتور عبد الرحيم ريحان

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن الدولة تسعى على أعلى المستويات بالاهتمام بأعمال تطوير وتنمية مسار العائلة المقدسة والمناطق حولها.

وأشار إلى بتطوير شبكات البنية الأساسية وتمهيد الطرق وتأمينها وتزويدها بالخدمات السياحية المختلفة والتعريف بأهمية تنمية هذا الطرق كطريق للحج المسيحى يحظى باهتمام 2.3 مليار مسيحى فى العالم علاوة على عددًا كبيرًا من المسلمين بكافة أنحاء العالم.

ويضيف الدكتور ريحان أن الأمور تسير فى عدة اتجاهات، الأول وهو الاتجاه الثقافي باعتبار مسار العائلة المقدسة بمصر قيمة عالمية وتستحق التسجيل تراث عالمى باليونسكو، موضحا: "لذا قامت وزارة الآثار بإعداد ملف لتسجيل أديرة وادي النطرون المنطقة الثالثة التي عبرتها العائلة المقدسة بعد سيناء والدلتا تراث عالمي باليونسكو".

وأكمل: "تم الانتهاء من الملف وتسليمه لليونسكو كما قامت لجنة خاصة مشكلة من وزارة الثقافة والسياحة والآثار والخارجية والداخلية والتعاون الدولى بإعداد ملف خاص بتسجيل التراث اللامادى المرتبط بالعائلة المقدسة والذى يشمل الحكايات والعادات والتقاليد الشعبية المرتبطة بالرحلة وقد تم تسليم الملف لليونسكو".

وعن الجانب السياحي، يشير الدكتور ريحان إلى أن العمل يجرى على كافة الأصعدة لتهيئة مناطق تكون مؤهلة كاملًا للزيارة وهى منطقة مصر القديمة وشجرة مريم ووادى النطرون وجبل الطير بسمالوط بمحافظة المنيا ومنطقة درنكة بأسيوط ودير المحرق وفى نفس الوقت تقوم كل المحافظات التى تضم آثارًا ومواقع باركتها العائلة المقدسة وتشمل 12 محافظة مع الجهات المعنية فى تطوير باقى المناطق وتنمية المواقع المحيطة بها وتطوير البنية الأساسية.

وينوه الدكتور ريحان إلى نماذج من مشاريع الدولة حيث تتم أعمال استراحات للسائحين بين أديرة وادى النطرون و توسعة دير الأنبا بيشوى والبراموس وعمل نقاط تأمين للسياح على الطريق الدائرى ولوحات إرشادية أمام مدخل وادى النطرون وأنشطة تجارية واستثمارية لخدمات الرحلات السياحية بوادى النطرون و تشجير منطقة الفسطاط ومصر القديمة وإعادة رصف الشوارع بالمنطقة حول كنيسة المعادى و ترميم دير العذراء بدرنكة وإنشاء بوابات.

ويطالب الدكتور ريحان، بتنمية وتطوير كل أنواع السياحة بمسار العائلة المقدسة حتى لا تقتصر الرحلة على زيارة مواقع معينة كسياحة دينية بل يجب أن نأخذ السائح فى رحلته إلى كل مواطن الجمال ومقومات السياحة فى 12 محافظة سيزورها أثناء الحج وتشمل السياحة الثقافية.

وأوضح: "فى القاهرة يجب أن توجه الشركات السياحية أنظار الحجاج إلى زيارة الأهرامات والقاهرة الإسلامية وفى المنيا زيارة الأشومنين وآثارها المصرية القديمة وهكذا كل المحافظات كما يجب تنمية أنواع السياحات الأخرى مثل السياحة العلاجية ففى القاهرة منطقة حلوان كسياحة استشفائية والسياحة النيلية وركوب مراكب نيلية ليسير السائح من القاهرة إلى الدير المحرق نفس الرحلة التى عبرتها العائلة المقدسة".

كما يطالب بربط كل معالم السياحة الدينية بمصر والتى لا تضم مسار العائلة المقدسة فقط بل تضم طريق الحج المسيحى الوحيد فى العالم منذ القرن الرابع الميلادى وهو الحج إلى جبل سيناء المقدس ومنه إلى القدس وهو طريق معروف له محطات واضحة كشفت عنها وزارة السياحة والآثار يمتد من الإسكندرية من منطقة دير مار مينا الشهير المسجل تراث عالمى باليونسكو منذ عام 1979، وعبر نهر النيل إلى حصن بابليون ومنه بريًا إلى سيناء وعبور منطقة عيون موسى الشهيرة إلى وادى فيران أقدم كاتدرائية بسيناء، قبل إنشاء دير سانت كاترين، ثم إلى جبل سيناء حيث أشهر أديرة العالم ملتقى الأديان الذى يجمع الأديان فى بوتقة واحدة.