بعد التعافي بأسبوعين| متلازمة تصيب الأطفال مرتبطة بفيروس كورونا.. و«الأجسام المضادة» كلمة السر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

- الأعراض تشمل طفح جلدي وتورم بالوجه والشفتين واللسان.. وتمدد الشرايين التاجية بالقلب

- تظهر بعد أسبوعين من التعافي من كورونا.. والاختبار التقليدي لـ«كوفيد-19» لا يظهرها

- تصيب الأطفال حتى سن 14 سنة.. وهذه طرق العلاج.. ولا إحصاءات لها في مصر

في الأيام الأخيرة؛ حذرت منظمة الصحة العالمية من متلازمة تصيب الأطفال مرتبطة بفيروس كورونا المستجد، وتشمل أعراض المتلازمة ارتفاعا ثابتا في درجة الحرارة وطفحا جلديا وألما في المعدة واستفراغا. 

وتناقش «بوابة أخبار اليوم» الأطباء حول أسباب وأعراض وعلاجات المتلازمة الجديدة لفيروس كورونا.

طفح جلدي وتورم.. وخطورة بالقلب

في البداية يقول الدكتور عمرو فرج، طبيب الأمراض الجلدية بمستشفى المطرية التعليمي، إن الأطباء اكتشفوا أعراض جديدة تظهر على الأطفال حتى سن 14 سنة شبيهة بأعراض مرض «كاواساكي» وهي عبارة عن طفح جلدي وتورم في الوجه والشفتين واللسان وإحمرار في العينين، وأحيانا يكون هنك خطورة على القلب وتمدد في الشرايين التاجية تصل إلى الوفاة، ولذا لابد أن يكون المريض تحت الملاحظة.

بعد أسبوعين من التعافي

وتابع د. «فرج»، حديثه لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنه عند إجراء تحليل فيروس كورونا لتلك الحالات تخرج نتيجة التحليل سلبية للفيروس، وعند إجراء تحليل الأجسام المضادة تكون النتيجة إيجابية وتكون دليل على حدوث الإصابة بالفيروس من فترة والتعافي منه ولكن بعد أسبوعين تظهر الأعراض الشبيهة بمرض «كاواساكي».

لغز الأجسام المضادة

ونوه الطبيب بمستشفى المطرية التعليمي، على أن الإنسان عند إصابته بفيروس كورونا يبدأ جسده في تكوين أجسام مضادة، وبعد ذلك تبدأ الأجسام المضادة بطريقة أو بأخرى بمهاجمة الجسم أو العقد الليمفاوية فتنتج تلك الأعراض.

وأشار إلى أنه لا يمكن الجزم بوجود حالات بالمتلازمة الجديدة داخل مصر، ولكن تم تسجيل حالات في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا، مؤكدا أن الحالات حتى الآن قليلة.

العلاج

وذكر د. عمرو فرج، أنه لا أسباب واضحة للمتلازمة الجديدة، ولكن من الأرجح أنها استجابة مناعية من الجسم للكورنا نتيجة الأجسام المضادة، موضحا أنه ليس مرضا معديا، مؤكدا أن علاجه يكون عن طريق الكورتيزون وعلاجات الأمراض المناعية والأدوية البيولوجية التي تثبط تلك الحالة.

أعراض مرض «كاواساكي»

وتوصل فريق من العلماء إلى أول دليل واضح على أن الإصابة بفيروس كورونا بين الأطفال، تسبب حالة التهابات تشبه أعراض داء "كاواساكي"، بحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية.

ويعتبر داء كاواساكي، أو متلازمة العقدة اللمفية المخاطية الجلدية، هو التهاب شامل يصيب الأوعية الدموية صغيرة ومتوسطة الحجم، ويؤثر على جدرانها مما قد يسبب التوسعات الشريانية خاصة الشرايين التاجية، التي تغذي القلب، ويؤثر كذلك على العديد من الأعضاء، مثل الجلد والعقد الليمفاوية والأغشية المخاطية.

هذا وكشفت دراسة أجراها فريق علماء من جامعة برمنغهام، على رأسهم دكتور أليكس ريختر وبروفيسور آدم كانينغهام، على ثمانية أطفال تم إدخالهم إلى مستشفى برمنغهام يعانون من هذه الحالة أنهم كانوا مصابين بفيروس كورونا قبل عدة أسابيع من ظهور الأعراض.

الاختبار التقليدي لـ(كوفيد-19)

وعلى الرغم من أن الاختبار التقليدي لتشخيص (كوفيد-19) بين البالغين لم يكشف إصابة أي من الأطفال بالعدوى، لكن أظهر اختبار الأجسام المضادة المصممة خصيصًا أن المرضى الصغار أصيبوا بعدوى فيروس كورونا وأنتجوا أجسامًا مضادة لمحاربة العامل الممرض.

إلى ذلك، يقول الأطباء المعالجون إن اختبارات الأجسام المضادة هي الطريقة الوحيدة لتحديد وجود عدوى فيروس كورونا بدقة عند الأطفال، الذين يعانون من حالة الالتهاب المفرط، والتي يمكن أن تكون قاتلة.

ولا يزال من غير المعروف سبب تطور المتلازمة بعد أسابيع من الإصابة، لكن يرجح العلماء أنها ربما تكون ناتجة عن رد فعل مبالغ فيه من الجهاز المناعي للجسم، والذي يمكن أن يتسبب في تلف خلايا الجسم نفسها. تم رصد ظاهرة مماثلة لدى بعض البالغين الذين بلغوا مراحل حرجة من مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا، ويعتقد الأطباء أنها ربما تكون مميتة.

مُسمى مؤقت

وتم إطلاق تسمية PIMS-TS على المتلازمة، التي تصيب الأطفال بشكل مبدئي، وهو اختصار لـ"متلازمة الالتهابات متعددة النظم للأطفال المرتبطة مؤقتًا بفيروس كورونا".

ولكن يقول العلماء البريطانيون إن هذا التعريف غير دقيق لأن المرض لا "يرتبط مؤقتًا" بفيروس كورونا وإنما هو ينجم عن العدوى بالفيروس.