حكايات| منافسات جوية في سماء القاهرة.. الطائرات الورقية تهزم البلايستيشن وكورونا

صناعة الطائرات الورقية
صناعة الطائرات الورقية

وقت فراغ واسع قدمته أزمة كورونا للكبار والصغار في أحياء القاهرة المختلفة، لتعطي معها غزو من نوع خاص لسماء العاصمة بالطائرات الورقية.


وبمسافات متباعدة وآمنة، يمسك كل طفل أو شاب بحبل طائرته كـ«كابتن» خاص بعد إغلاق محلات ألعاب «البلاي ستيشن» والمقاهي ليتوجه الجميع إلى تلك الألعاب المصنوعة يدويا مثل الطائرات الورقية.

 

في ساحة واسعة وسط المناطق الشعبية وفوق أسطح المنازل، داخل منطقة بولاق أبو العلا يجتمع الأطفال ليبدأوا في ممارسة هوايتهم المفضلة وهي إطلاق الطائرات الورقية في سماء القاهرة وتغمرهم حالة من الفرحة والهتافات حيث ينظمون مسابقة بينهم، لمن طائرته تعلو فوق الجميع ويصفق لهم الكبار والصغار.

 


تحتفظ المناطق الشعبية برائحة وشكل خاص وفي قلبها تتواجد محال ومكتبات بيع الطائرات الورقية ومستلزماتها، وهنا في حي بولاق أبو العلا أحد تلك المحال الذي يضم ثلاثة عمال كل منهم متخصص في أمر يرتبط بالطائرات.


يقف أحد العمال ليجمع الأجزاء الرئيسية للطائرة الورقية، بينما يتولى ثان بيع الخيط والزيل للأطفال ويوجد أيضا عدد كبير من الطائرات تحت التجهيز تتميز بألوانها المختلفة وتحمل أعلام مصر، وتحمل صور اللاعب محمد صلاح نجم منتخب مصر ونادي ليفربول الإنجليزي.

 

مهارة التصنيع 


يعتمد تصنيع الطيارة الورقية على عدة أدوات منها الخيط ومنه (الجز) للطائرات صغيرة ومتوسطة الحجم، و(الدوبار) للطائرات الكبيرة والتي يكون مقاسها حوالي مترين، والبوص المستقيم، والورق الجلاد أو الأكياس والمشمع الخفيف.

 

 

يتراوح سعر الطيارة الورقية حاليا من 50 جنيها إلى 200 جنيه؛ حيث ذاد سعر التكلفة بزيادة أسعار الخامات المستخدمة في عملية التصنيع.

 

فيما يرجع تاريخ الطائرة الورقية إلى زمن بعيد و التي عاشت لقرون طويلة في وجدان أطفال العالم بل والكبار أيضا والتي رغم تراجع اهتمام الناس بها في السنوات الأخيرة، لا تزال تحتفظ بجاذبيتها كلما أتيح لها مجال للتحليق، وربما يعجز أي تاريخ عن تتبع بداياتها الحقيقية.

 

ومع هذا هناك من يقول دائماً إن أول ظهور لطائرة الورق, في أوروبا على الأرجح, أو يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد؛ إذ تقول التقاليد إن العالِمْ الإغريقي أرخيتاس, كان أول «مخترع» لها.
 

 


 

 
والحقيقة أن هذه الفكرة ظلت سائدة, في أوروبا أيضاً, لزمن طويل, حتى كشفت الكتب ونصوص أدب الرحلات واللوحات الفنية والنصوص الأدبية الآسيوية, أن الطائرات الورقية كانت موجودة في الأماكن الشعبية في معظم مناطق شرقي آسيا منذ أقدم العصور. في كوريا كما في الصين، اليابان وماليزيا.

 

وتعتبر الطائرة الورقية مجرد تسلية يلجأ إليها الكبار والصغار منذ بدأوا يشعرون بالحاجة إلى تسلية ما، فهى أخف من الهواء, وربطها بخيط, يمكن لها أن تتموج في الجو على هواها ويمكنه هو أن يتحكم بها ليعيدها إلى عالمها الأرضي.