أحمد عوض| الكرسى المتحرك ليس نهاية الحياة

أحمد عوض
أحمد عوض

هناك من ينهى حياته بيديه عند الإصابة بإعاقة أو عندما تقابله بعض العراقيل، فيقف أمامها يندب الظروف ويلعن الحظ الذى أوقعه فيها، وهناك أيضًا من يختار أن يشق الدروب ويتمسك بالأمل فى الحياة وتحقيق الأمنيات ولا يؤمن بالمستحيل، فلا يجد ما يوقفه، يرضى بالنصيب ويكافح من اجل تحقيق أحلامه.

أحمد عوض، يبلغ من العمر 25 عامًا، عمل منذ ان كان فى السابعة عشرة من عمره فى ورشة للحدادة وأثناء عمله سقطت عليه بوابة حديدية أصابته بكسر فى الفقرة الخامسة بالعمود الفقرى مما أدى إلى عجزه وبقائه على كرسى متحرك وذلك منعه من الحركة وهو فى ريعان شبابه.

«بعد ما خرجت من المستشفى كنت رافض أى حد يشوفنى على الكرسى ورفضت الزيارات العائلية وزيارات أصدقائي».. هكذا قال عوض عن حاله بعد الإصابة، وكان يفضل النوم أو الجلوس وحيدًا منعزلا تماما عن حياته وعن المحيطين به حتى أقرب الناس إليه، وعلى الرغم من تخلى البعض عنه وهو الأمر الذى لم يتخيله إلا أن حياته انقلبت رأسا على عقب ورزقه الله بصحبة صالحة يعتبرها عوض رزقًا ساعده على تغيير اختياراته فى الحياة.

فى البداية كان عوض يخجل من نظرات الناس إليه والتى كانت تتباين ما بين الشفقة أو الاندهاش والتعجب وهو الأمر الذى سبب له متاعب فى بداية خروجه للشارع على كرسيه المتحرك إلا أنه تغلب على ذلك وقرر أن يستكمل تعليمه مرة أخرى وبدأ من مرحلة أولى ثانوى عام، وبالفعل نجح فى المرحلة والتحق بكلية التجارة جامعة عين شمس وهو حاليا فى السنة الثانية له بعد أن أنهى العام الأول بتقدير جيد جدا وتمنى أن يكمل مشواره للتخرج على نفس النهج، كما أنه يعشق النادى الأهلى وحريص على متابعة مبارياته حتى أن كرسيه المتحرك لم يخل من شعار النادى..

«مر 8 سنوات على إصابتى ولكن سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبرى» هكذا اختتم أحمد عوض حديثًا مؤكدا أن الحياة لا تقف عند أى عقبة وأن الله يرزقنا اختبارات لابد أن نجتازها ولا نقف عند عائق ونيأس ونظن أن حياتنا انتهت بل بالعكس نستكمل الطريق لأن الحياة بها الفرح والحزن وكل شخص مقدر له رزقه.