مصر التى فى خاطرى

مكالمة من بيروت أعادت النبض للتاريخ

إيهاب القسطاوى
إيهاب القسطاوى

بقلم/ إيهاب القسطاوى

«هاتفتنى زوجتى لبنانية الجنسية ، مصرية الهوى والهوية، من بيروت ، منزعجة أشد الانزعاج إزاء الحملة الشعواء تجاه أبناء الجالية المصرية بالكويت البالغ قوامها اكثر من 500 ألف مصرى ، عبر وسائل التواصل الاجتماعى ، والتى استحكمت بشن بعض نواب مجلس الأمة الكويتى هجوما ضاريا على مصر، محرضين على اشعال الفتن بين الشعبين الشقيقين بالاستقواء بالافتراءات وطمس الحقائق وخلط المفاهيم وبث الاكاذيب عن مصر، متساءلة: إلى هذه الدرجة تناسى العرب ما قدمته مصر على مدار تاريخهم لهم ، ظناً منهم أن ثرواتهم المفاجئة ستغير التاريخ، واسترسلت قائلة: « لقد قمنا بحملة موزاية فى لبنان، لدعم مصر ام الدنيا ، التى نكن لها كل التقدير، ونفخر بالعمالة المصرية، الذين اتسموا بالإتقان والضبط والأمانة والصدق، هل تناسى من يتطاولون على مصر ، افتتاح الزعيم المصرى جمال عبدالناصر فى 1958 مبنى بيت الكويت فى منطقة الدقى فى القاهرة والمخصص للطلبة الكويتيين الدارسين هناك ، لقد نشر ذلك الفيديو التاريخى الكثير من اللبنانيين ليكون دليلاً دامغاً على عطاء مصر، أحببتها قائلا: «لا يخفى على القاصى والدانى أن هناك ثمّة علاقة وطيدة بين مصر والكويت تمتد جذورها إلى منتصف القرن التاسع عشر، تخللها نمو مطّرد على كافة الأصعدة، تجلى فى مد جسور التعاون إلى كل المجالات بما يحقق طموحات وتطلعات الشعبين، كذلك فقد كان للدور المصرى عظيم الأثر فى حرب الخليج الثانية 1991، مما ساهم فى تكوين التحالف الدولى الذى تولى إخراج القوات العراقية من الكويت، وعودة السيادة الكويتية على كامل أراضيها، ولا يكاد يخلو خطاب أو حوار تلفزيونى للرئيس عبدالفتاح السيسى من تأكيده على استعداد بلاده التصدى لأى عدوان ، فى حال تعرض أمن الخليج العربى للخطر أو لتهديد، لكن المؤسف حقاً أنه مازال هناك من ينساق ويردد مغالطات متعمدة، من خلال ترويجه لها على مواقع التواصل الاجتماعى ، والعمل على شيطنة وتشكيك مدى متانة العلاقات بين الشعبين ، ولذلك على الحكومة الكويتية باتخاذ موقف واضح من تلك الإساءات المتكررة لمصر وشعبها وقيادتها، وأخيراً اتوجه برسالة إلى كل من تسول له نفسه بالتطاول على شعب مصر العظيم: «يبقى الأقزام أقزاماً حتى لو تطاولوا على علو الأهرامات».
< أديب مصرى مقيم فى بيروت