«النقبة_ النمس» زى حاملة القرابين مفردات تكشف عن الأناقة في مصر القديمة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

دراسة فنية للباحثة زينب محمد عبد الرحيم المتخصصة في الفولكلور والثقافة الشعبية عن أزياء المصري القديم أكدت استخدام قدماء المصريين الحُلي والشعر المستعار وأيضًا مُكملات الزى لاكتمال الأناقة واتضح ذلك من خلال التماثيل ونقوش الجدران و التوابيت.

وتشير الباحثة زينب محمد عبد الرحيم إلى أن المصري القديم عرف النسيج مستخدمًا ألياف الكتان وذلك منذ عصور ما قبل الأسرات وأن أبرز ما يميز أزياء الرجال (النقبة) وهى قطعة قماش أبيض صُنعت من خامة الكتان مستطيلة يلفها الرجل حول خصره وتُربط من الأمام، وكانت النقبة رغم شكلها الموحد عند جميع المصريين إلا أنها تختلف حسب الطبقة الاجتماعية التي ينتمي لها من يرتدى النقبة سواءً كان من العمال أو الموظفون أو الملوك.

وتوضح الباحثة زينب محمد عبد الرحيم أن الملوك ارتدوا (النِمس) وهو عبارة عن قطعة من القماش يضعها الملوك على الرأس وتتدلى من خلف الأذن ونجد إن أغلب تماثيل الملوك التي شُكلت على هيئة أبو الهول نحتها الفنان وعلى الرأس النِمس ونجد التمثال الشهير للملك "خع اف رع" يرتدى الِنمس وخلف رأسه حورس ويعتبر هذا التمثال من عجائب الفن المصري القديم.

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن أزياء المرأة فى مصر القديمة تمثل إبداعًا فنيًا فى التصميم والإكسسوارات وعلى سبيل المثال تمثال نفرحُتب الجالسة بجوار زوجها رع حتب من الأسرة الرابعة بالمتحف المصرى وعُثر عليه في مقبرة رع حُتب في ميديوم بنى سويف بواسطة العالم الفرنسي أوجست مارييت  وتمثال نفر حُتب صُنع من الحجر الجيرى الملون وترتدى عباءة بيضاء حابكة طويلة ضيقة ومفتوحة عند منطقة الصدر و تحت الفستان العباءه نرى وكأنها تردى حمالات عريضة بيضاء على الصدر وحول رقبتها عقد عريض ملون تتدلى منه حليات .

وينوه الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى نموذج من الأسرة الخامسة بمقبرة إيروكا- بتاح بسقارة  وهو من الوجهاء وشغل منصبًا حيويًا في البلاط الملكي كرئيس جزاري القصر ،حيثُ ترتبط مشاهد مقبرته بمناظر الجزارة وذبج الثور الكبير وكان له لقب أخر وهو (كاهن واب الملك) أي المطهر الذى يضمن طهارة القرابين، فنجد عدة تماثيل له من الحجر الجيري وقد صور وهو يرتدي نقبة تصل إلى الركبة مربوطة بحزام يتدلى منه حليات ودلايات ربما صنعت من الأحجار الكريمة وذلك تعبيرًا عن غرضين، الأول رمزية على إنه من طبقة أجتماعية عالية والثاني إضفاء شكل جمالي على النقبة التقليدية .

ويتابع الدكتور ريحان بإلقاء الضوء على تمثال خشبي للمدعو ميتجدجى من الأسرة الخامسة عُثر عليه بسقارة غرب هرم زوسر حيث ارتدى نقبة طويلة منتفخة بها كسرات في إحدى الجوانب وارتدى حول عنقهِ قلادة مُلونه يتدلى منها طرفين يصلان إلى الصدر بشكل مميز وقد ظلت الأزياء المصرية محافظة على شكلها التقليدى وزاد الاهتمام بورش ومصانع الغزل والنسيج وأيضًا المصابغ و توجد العديد من المناظر التي توضح لنا عملية النسيج كاملة من حيث الألياف المستخدمة و النول والأدوات الخاصة بصناعة النسيج وتوجد تلك المناظر في مقبرة (خنوم حتب) من الأسرة الحادية عشر في بني حسن، ومقبرة جحوتى فى البرشا ومقبرة المدعو دجا في طيبة وذلك في عصر الدولة الوسطى.

وتميز الكهنة منذ بداية الأسرات بارتداء جلد الفهد وذلك أثناء طقوس فتح الفم والتطهير بالماء المقدس، حيث يرمز الفهد للسماء ويسمى الكاهن الذي يرتدى جلد الفهد بكاهن (سم) واهتم المصري القديم بنظافته الشخصية وأيضًا ملابسه وكان هناك وظيفة مخصصة لغسل وتنظيف الملابس وقيل في هذه المهنة المُحاطة بالمخاطر ( يغسل عامل الغسيل وهو على ضفاف النيل وبجواره التمساح).

أمَّا عن النساء فلا نجد ما يعبر عن ملابسهن أجمل من تمثال حاملة القرابين وفستانها الحابك الطويل الذي صُمم على هيئة شبكة مصنوعة من الخرز الملون ونرى نماذج للخادمات وقد تحررن من الثيات بشكل جزئ وذلك لعدة عوامل منها القيام بعمل يتطلب حرية في الحركة  أو عامل المناخ الحار ويتمثل ذلك النموذج في تمثال الخادمة صانعة النبيذ.