«باب الحجاج» وحكاية الحج إلى الوادي المقدس طوي منذ القرن الرابع الميلادي

الوادى المقدس طوى
الوادى المقدس طوى

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء أن الحج إلى الوادي المقدس طوي بسيناء بدأ منذ تاريخ حج القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين إلى جبل سيناء عام 336م وبناء كنيسة العذراء مريم في حضن شجرة العليقة المقدسة وبناء برج لحماية الرهبان.

ويضيف بأن الحجاج المسيحيون كان يصعدون إلى جبل موسى ويخترقون بوابة الاعتراف صممت من أربع مداميك صخرية في كل جانب وعلى يسارها نقشًا يمثل كفًا بجانبها اسم "اسطفانوس" القديس المهندس الذي بني تلك البوابة وبعد بناء دير طور سيناء في القرن السادس الميلادي والذي تغير اسمه إلى دير سانت كاترين في القرن التاسع الميلادي كان يهبط الحجاج من جبل موسى إلى باب الحجاج الذي يقع حاليًا ببرج القديس جورج الشهير بالدير سمى بذلك لوجود كنيسة القديس جورج بداخله.

 ويوضح الدكتور ريحان أن برج القديس جورج يتكون من أربعة مستويات، المستوى الأول وبه مدخل الحجاج المسيحيين حيث كانوا يدخلون منه إلى الدير والمستوى الثاني وبه ما يسمى  (سكيفو فيلاكيون) وهو المكان المخصص لحفظ الأغراض الدينية من أيقونات – أوانى مقدسة – ثياب مقدسة ومخطوطات الدير فهو بمثابة متحف الدير القديم والمستوى الثالث وبه الدوفارة وهو الونش الذي يتم عن طريقه سحب المؤن وأحيانًا الأشخاص للدير في العصور الوسطى والمستوى الرابع  وبه كنيسة القديس جورج الذي أعيد بناؤها عام 1803م.

وينوه الدكتور ريحان لخط سير الحجاج القديم بعد دخولهم من باب الحجاج حيث كانوا يتجهون لزيارة شجرة العليقة المقدسة ثم يدخلون إلى كنيسة التجلي ثم يتوجهوا إلى كنيسة العليقة المقدسة داخلها والذي يجب خلع النعلين قبل الهبوط إليها تأسيًا بنبي الله موسى.

ويشير إلى أن مشروع تطوير دير سانت كاترين الذي تقوم به عدة جهات معنية مع وزارة السياحة الآثار وإدارة دير سانت كاترين أحيا باب الحجاج القديم بتغيير خط سير الزيارة ليدخل الزوار حاليًا من مدخل حديث يؤدى إلى باب الحجاج القديم بالجدار الشمالي الشرقي للدير وهو الذي يستقبل زوار الدير من مصر ومن كل جنسيات العالم بدلًا من المدخل السابق بالجدار الشمالي الغربي للدير.