رغم توعد الحكومة مروجيها.. موسم الشائعات يعاود بث الفتنة بين مؤسسات الدولة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أكاذيب مسمومة لزرع الشك بين المواطن والدولة.. وترويج أنصاف الحقائق لافتعال الأزمات
د.محمود علم الدين: الكتائب الإلكترونية للإخوان تفتعل الأزمات وتحاول تشويه صورة الجيش الأبيض
د.سامى عبد العزيز: ثقة الشعب بالحكومة تجهض أى محاولات للوقيعة وتواجه الشائعات بقوة

د.سعيد صادق: تضعف الجهود الوطنية.. والمواطن «بيستسهل» ويروج الأخبار المغلوطة دون وعى
د.صفوت العالم: هناك بعض الشائعات غير المنطقية لا ترقى للرد عليها


فى كل فترة تجد سيلا من الشائعات يستهدف الوطن.. أكاذيب مسمومة لزرع «التشكيك» فى كل شيء.. أساليب إخوانية تعودنا عليها خلال السنوات الماضية؛ كشفها المصريون وتعاملت معها الدولة بنجاح فى الرد عليها.

فمع ظهور أى أزمة أو مشكلة عادية يعود موسم الشائعات من جديد ليفندها ويبنى لها سيناريو كاذبا حتى يستطيع أهل الشر إدخال الشك فى قلوب وعقول المصريين.. فقد أحدث فيروس كورونا المستجد «كوفيدـ19» هلعا واسعا حول العالم، وسط شائعات غير دقيقة.

وتلاحظ فى الآونة الأخيرة انتشار الشائعات وتناقل المعلومات المغلوطة من خلال بعض المواقع الإلكترونية، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعى، وسرعة تداولها من قِبل المواطنين خاصة فى مصر.. وتوعدت الحكومة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية، بالتنسيق مع الجهات المعنية، تجاه كل من أذاع أخباراً أو بيانات كاذبة أو شائعات تتعلق بهذا الأمر، بهدف تكدير الأمن العام أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة..«الأخبار» رصدت عودة موسم الشائعات من جديد وتحدثت مع الخبراء كيف بدأ الإخوان فى بث سموم من الأكاذيب مرة أخرى وكيفية التصدى لها.


البداية من كورونا حيث يكافح العاملون فى الصحة البلدان التى انتشر فيها الوباء بتفان منقطع النظير لعلاج المصابين، ويحاول العلماء والمختبرات فى العديد من البلدان إيجاد دواء ولقاح له، ولكن هناك آخرين أيضًا يعملون على القضاء على مشكلة تصفها منظمة الصحة العالمية بأنها «وبائية»، ألا وهى ما أطلق عليه «وباء المعلومات» والذى هو ترجمة للمصطلح باللغة الإنجليزية (Infodemic)؛ فقد عرفت منظمة الصحة العالمية «وباء المعلومات» بأنه صعوبة قدرة الأفراد للوصول إلى المصادر الموثوقة والإرشادات ذات المصداقية عند الحاجة.. وتؤدى هذه الظاهرة بدورها إلى سهولة وسرعة انتشار المعلومات المزيفة أو المضللة خاصة على وسائل التواصل الاجتماعى. وتسمح وسائل التواصل الاجتماعى بمشاركة المعلومات بسهولة، وخلافًا لمنافذ الأخبار التقليدية فإنه يسهل من على منصات وسائل التواصل الاجتماعى، ترويج أنصاف الحقائق والتلميحات والشائعات، خاصة أن نسبة عالية من المواطنين يستقون الأخبار منها.


ومن أمثلة تلك الشائعات التى انتشرت فى الفترة الأخيرة والتى عملت عليها الكتائب الإلكترونية الإخوانية لتأجيج الأزمات ومحاولة بث الإحباط فى نفوس المصريين والتى باتت تطال قطاعات حساسة للدولة كالقطاع الصحى والمناخى والاقتصادى، والأخطر هو انسياق أفراد المجتمع خلف هذه الأكاذيب، بل والمساهمة فى نشرها وتداولها، عن عدم دراية ووعى فى التعامل معها.. حيث نشرت بعض الصفحات الإخبارية على فيسبوك أخبارا زائفة حول أعداد المصابين بالفيروس قبل أيام مما تسبب فى حدوث ذعر بين المواطنين، أو شائعات حول انتشار فيروس كوفيد-19 فى منطقة معينة لم ينتشر فيها الفيروس، أو حتى اختلاق أزمات وافتعال مشكلات أو نشر معلومات طبية ليس لها أساس من الصحة.
وعليه أكد د.سامى عبد العزيز «الخبير الإعلامى» أنه كلما أسرعنا فى الرد على الشائعات اجهضناها سريعا؛ وأضاف عبد العزيز أن الحكومة والإعلام المصرى يعيشان حالة صحوة غير مسبوقة فإتباع مبادئ المصارحة والمكاشفة فى حد ذاته أكبر حائط صد ضد الشائعات؛ وأضاف عميد كلية الإعلام الأسبق بأن أزمة الشائعات جعلتنا فى حالة استفاقة وغيرت الأفكار بالنسبة للمصريين والحكومة مما أزاد الثقة بين المواطن والحكومة التى لم تعد تعطى ظهرها للواقع مما يجهض الشائعات ويقلل مساحتها وانتشارها فى المجتمع.


أفاعى الشائعات
وعلى الجانب الآخر يرى د.سعيد صادق أستاذ الاجتماع السياسى أن الشائعات تضعف الجهود الوطنية والأهم هو الرد عليها أولا بأول وأن يستحدث الإعلام المصرى أدوات جديدة وأن تتضافر الحكومة معه من أجل دحر «موسم الشائعات» والذى يستهدف المصريين كل فترة؛ فنحن دائما عندما نشعر بالخطر نبدأ باتخاذ الخطوة الأولى ثم بعد ذلك نتوقف لذا يجب الاستمرار فى مبدأ المصارحة والمكاشفة حتى نعيد الثقة بين الحكومة والمواطنين وبذلك نقتل أفاعى الشائعات ومروجيها من جحورهم، وأضاف صادق أن المواطن المصرى لديه ٤ مصادر للأخبار وهى أولا الإعلام الوطنى والذى تحسن كثيرا خلال الفترة الماضية؛ وثانيا الإعلام الدولى وهو كثيرا ما ينفذ أجندات دولية خاصة ويستخدمون إعلام التشويه فى إظهار مصر بصورة سلبية ويجب الرد عليهم باستحداث وتطوير قنواتنا الناطقة باللغات المختلفة من أجل الرد عليهم وعدم الاكتفاء بمبدأ الرد فقط بل توضيح كل ما يثار عن مصر من أجل إزالة الصورة السلبية التى ينفذها بعض من هذه القنوات المعادية للوطن، وأضاف صادق أن ثالث مصدر للمواطن المصرى هو إعلام الدول المعادية أو إعلام المعارضة مثل القنوات التى تبث من قطر وتركيا ولكن الشعب المصرى كشفهم فى النهاية على حقيقتهم؛ وأشار صادق أن المصدر الرابع للمواطن المصرى فى الأخبار هو السوشيال ميديا والتى تحولت للأسف إلى المصدر الأول للأخبار لأن المواطن «بيستسهل» ويقوم بترويج الأخبار المغلوطة والشائعات دون أن يدرى.
المعلومة الصحيحة
ويلتقط منه طرف الحديث د.صفوت العالم «أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة» والذى أكد أنه كلما كنا أسرع وأكثر شفافية فى الرد على الشائعات اجهضناها بشكل سريع؛ مشيرا إلى أن هناك جهودا تقوم بها الدولة فى هذا المجال ولكن هناك بعض الشائعات غير المنطقية لا ترقى للرد عليها؛ كما طالب بسرعة إعداد البيانات الرسمية وإمداد وسائل الإعلام بها حتى تصل المعلومة الصحيحة لكل ببت وفرد فى مصر.


ويؤكد د.محمود علم الدين المتحدث الرسمى باسم جامعة القاهرة والخبير الإعلامى: جماعة الإخوان الإرهابية تستغل الظروف لعمل أزمات مفتعلة بين المواطنين والحكومة؛ وأضاف بأنهم حاولوا تشويه صورة جيش مصر الأبيض من أطباء وأطقم طبية وبدأوا يعملون عليها عبر كتائب إليكترونية لدعمهم ونشر المشكلة على نطاق واسع، وأكد علم الدين بأن هناك أخطاء ولكن الدولة مهتمة بشكل كبير بالقطاع الطبى والرئيس السيسى بنفسه اهتم بتكريم جيش مصر الأبيض فالدولة لا تنسى هؤلاء الأبطال الذين وقفوا لحماية المصريين، وأكد الخبير الإعلامى بأنه من المهم أن نعلم. أنه فى حالة الحرب فإن المطالب الفئوية تختفى؛ قد تكون هناك أخطاء ولكن الدولة تعمل على إصلاحها بالمشاركة مع نقابة الأطباء ووزارة الصحة لينتهى لصالح المواطن ولصالح المهنة، وأكد علم الدين أن ما يطلبه الأطباء حقوق مشروعة ولكن يراد بها باطل مطالبا نقابة الأطباء بالوقوف مع المصريين مثلما تقف مع الأطباء، وأكد المتحدث الرسمى لجامعة القاهرة بأهمية دور الإعلام بإبراز الجوانب الإيجابية والسلبية مع نشر السلبيات والتصحيح حتى يكون هناك نوع من المصداقية.