صالح الصالحى

أسئلة عن كورونا

صالح الصالحى
صالح الصالحى

بعد مرور ما يقرب من ٦ أشهر على ظهور فيروس كورونا.. لا يستطيع أحد أن يحدد على وجه الدقة أو حتى التخمين موعدا لانتهاء هذا الوباء.. أو موعدا لإيجاد علاج أو لقاح لهذا الفيروس الفتاك.
وعلى الرغم من أن الناس مرعوبون من هذا الوباء لاحتمال إصابة أى شخص بالعدوى فى أى لحظة وفى أى مكان.. أو احتمال أن يكون حاملا للفيروس دون أن يعرف..
ورغم أن فيروس كورونا خطير بما فيه الكفاية.. ويمكن أن يكون له عواقب مخيفة.. إلا أن العالم أتجه نحو التعايش مع الفيروس، ووضع لذلك طرقا أطلق عليها أساليب احترازية للتعايش مع الفيروس.
هذا ما أثار العديد من الأسئلة فى أذهان الناس؟..
فهم يتساءلون لماذا تأخر الدواء واللقاح؟.. وهل هناك بارقة أمل فى ذلك فى القريب العاجل؟.. لماذا تم إيجاد لقاح للقضاء على وباء إنفلونزا الخنازير عام ٢٠٠٩ بسرعة؟.. وتعافى مئات الآلاف من البشر.. فى حين لم يتم ذلك مع فيروس كورونا؟.. رغم توافر المعلومات عن ظهور وباء فتاك غير معروف أسبابه بدقة منذ ديسمبر ٢٠١٩، عندما أخطرت الصين منظمة الصحة العالمية بذلك.. لماذا يتحرك العالم ببطء نحو إيجاد الحل؟.. لماذا لم تجد شركات الأدوية العالمية لقاحا أو علاجا لهذا الفيروس.. رغم علمها منذ سنوات بأن فيروس سارس سوف يتطور ويتحور؟ ولماذا لم تعمل معاملها منذ ذلك الحين لإيجاد العلاج؟ هل لأنها مشغولة بإنتاج مواد أكثر ربحا؟!
هذه الأسئلة مع أسئلة أخرى عديدة ظهرت مع تغير العادات والتقاليد الإنسانية.. حول شكل الزواج والعزاء.. حول عادات اجتماعية أجبرنا الفيروس على التخلى عنها أو نعدلها؟.. حول شكل العالم ما بعد كورونا.. هل سيكون أكثر تسامحا.. أم أكثر عدوانية.. أم أنه لن يتغير؟..
أعتقد أن العالم بعد كورونا لن يكون كالعالم قبل كورونا.. فهذا الفيروس سيغير العالم الذى نعرفه.. هذا الفيروس غير المرئى أحدث فرصة حقيقية للتغيير وإعادة تشكيل العالم.. هذه الفرصة لم تكن متوافرة قبله.. وأتمنى أن يكون التغيير للأفضل وليس الأسوأ.. التغيير لخدمة البشرية وبقائها وليس لتعذيبها وفنائها.. تغيير قائم على المساواة والعدل.
أعتقد أن فيروس كورونا درس قاس للبشرية.. وأنه يبشر بأزمات ومصاعب أكبر.. يجب علينا أن نكون مستعدين جيدا لها.. وهذا يأتى إذا تضامن البشر لتحقيق عالم أفضل.
علينا استخدام التقنيات الحديثة (وسائل التواصل الاجتماعى) استخداما جيدا.. فهى السبيل للتواصل بين الناس.. وعلينا أيضا اكتشاف طريقة أخرى للتواصل الاجتماعى غير الإنترنت أكثر أمنا.
علينا أن نتحلى بالإرادة والعزم والإصرار على أن يكون مستقبل العالم أكثر إشراقا.. ولا نفقد الأمل فى عالم أفضل.. عالم متسامح.