جمال حسين يكتب .. الفتنةُ نائمةٌ.. لعن الله مَنْ أيقظها

الكاتب الصحفي جمال حسين رئيس تحرير الاخبار المسائي
الكاتب الصحفي جمال حسين رئيس تحرير الاخبار المسائي

سألنى أحدُ الزملاءِ : هو ليه مع كل أزمة نتهم الإخوان، وليه بنحملهم أزمة الأطباء؟

قلتُ التاريخ خيرُ شاهدٍ على ذلك، فمنذ نشأة الجماعةِ على يد مؤسسها حسن البنا، وهى تستخدم أسلوب الفتنِ والوقيعةِ؛ لتحقيق أهدافها.. يا سيدى الإخوان لا يُؤمنون بالأوطان، ويسيرون على نهج كبيرهم سيد قطب؛ الذى قال: «ما الوطنُ إلا حفنة من ترابٍ عَفن»، وقاموا ببناء استراتيجيتهم على إنكار الأوطان، وإيجاد كينونات بديلةٍ؛ بإنشاء التنظيمات السريَّةِ، وكسر روح الولاء لمصر، وجعْل التنظيم الدولى للإخوان هو الوطن البديل.

هل تنسى يا أخى مقولة مهدى عاكف - مرشد الإخوان السابق - عندما قالها بأعلى الصوتِ، فى لقاءٍ إعلامىٍّ مُسجلٍ: «طز فى مصر»؟!

أمَّا عن دورهم فى إشعالِ الفتنةِ والوقيعةِ بين أطباء مصر الشرفاء والدولة، فهو واضحٌ، واسأل قناة الجزيرة.. فبينما كان أطباء مصر يعملون على قدمٍ وساقٍ فى مستشفيات العزلِ والحمياتِ؛ لمحاربة «كورونا»، كانت الجماعةُ الإرهابيَّةُ تُشعل فتيل الأزمةِ بين الأطباءِ والدولةِ والمواطنين.

ومَنْ شاهد قناتى الجزيرة ومكملين يُدرك ذلك جيدًا، فقد خصصتا برامجهما لإحداث تلك الوقيعةِ، باستغلال وفاة الطبيب الشاب؛ الذى بكاه كل المصريين، واعتصرت قلوبنا حزنًا عليه؛  لإثارة الأطباء، وتصوير الأمر بأن الدولة لا تهتم بهم - على غير الحقيقةِ -،  بينما تهتم بفنانة – وهذا حقّها كمواطنةٍ مصريَّةٍ –، وأسندتا الدفة لطبيبِ من الخلايا النائمة؛ لإشعال غضب زملائهِ، بترديد شائعات، وإرسال استقالته لقناة الجزيرة؛ التى أكملت المُخطط الخبيث، للتشهير ضد الدولة وأجهزتها الخدميَّة.

يا سيدى لقد دسَّ الإخوانُ -كعادتهم- السُّمَ فى العسل، وقالوا قولة حقٍ أرادوا بها باطلاً، لكن أطباء مصر الشرفاء؛ الذين يتقدَّمون صفوف معركة الوجودِ، فى مواجهة جائحةٍ ركعت أمامها دول العالم العُظمى قبل النامية، وبلغ ضحاياها حتى الآن نحو 360 ألف حالة وفاةٍ، وما يُقارب 7 ملايين مصابٍ، لم يبتلعوا الطُعمَ، وأدركوا خُبث أهداف الجماعةِ الإرهابيَّةِ، وأكَّدوا بصوتٍ قوىٍّ أنهم لن يلتفتو لتلك الدعاوى الإخوانيَّة.

قلتُ لصديقى: نحن جميعًا فى مصر، وأيضًا العالم بأكملهِ، يُدين بالفضلِ للأطباء الأبطالِ؛ لدورهم البطولىِّ فى مواجهة الجائحةِ، بل أطلقنا عليهم فى مصر، وأطلقت عليهم بعض الدول لقب «الجيش الأبيض»؛ الذى هو حائط الصد الأول ضد وحش كورونا الكاسر؛ الذى يفتك بنا، تقديرًا وعرفانًا بجهودهم.. ألم يكن الرئيس السيسى أول من توجَّه بالشكرِ للعاملين بالقطاع الطبى؛ سواء كانوا أطباءً أم أطقم تمريض، فى بداية ظهور الفيروس بمصر، قائلاً: «أتقدم للقطاع الطبى، أطباءً وأطقم تمريضٍ، بكلِّ التحية والتقدير.. نخوض الآن حربًا أنتم أبطالها»، وأصدر عدة قرارات لصالح القطاعِ الطبىِّ.

رحم اللهُ الطبيبَ الشهيدَ، وللأطباءِ كل الحقِ فى المطالبةِ بأن تُوفِّر لهم الدولةُ المعدات الطبيَّة؛ التى تُعد بمثابة سلاحهم فى مواجهة الفيروس، وأدوات الحماية التى تحفظ حياتهم، ومن حقهم أن يكون لهم غُرف عزلٍ لكلِّ مَنْ يُصاب منهم أثناء عمله بالمستشفى الذى يعمل به، وأن يتلقُّوا أفضل سُبل الرعايةِ، وهذا يُسعدنا جميعًا، وتحرص الدولةُ على تحقيقه قدر المستطاع؛ لأنه فى صالح الأطباءِ والمرضى، لكننا نُحذِّر من اللعب بالنار، ونقولها، وسنظل نُرددها:»الفتنة نائمةٌ، لعن الله مَنْ أيقظها».