صور| دراسة أثرية: إبداعات المصري القديم في الحرف اليدوية

إبداعات المصرى القديم فى الحرف اليدوية
إبداعات المصرى القديم فى الحرف اليدوية

كان الفن المصري القديم ذا مكانة عالية بين الفنون على مستوي العالم القديم واتصف بالقوة الكامنة في التصميم والزخرفة وشاركت المرأة في صناعة النسيج العطور والخبز و التطريز ومن هذا المنطلق كانت الدراسة الأثرية الجديدة للباحث على محمد أحمد على الباحث الآثري بكلية الآثار جامعة جنوب الوادي تحت عنوان "الحرف اليدوية في مصر القديمة "المواد والتقنيات".

 

ويشير الباحث الآثري على محمد أحمد على إلى أن نحت الأحجار تؤكد قدرة المصري القديم علي استغلال ثرواته الطبيعية منذ عصور مبكره واستخدم النحاتون المصريون  الأوائل الحجر من الصوان والجرانيت والديوريت واستخدم النحاتون في بعض الأحيان المطارق الحجرية الصلبة المكسوة بالخشب مقابض لقصف الحجر حتى كانت قريبة من الشكل النهائي للتمثال ثم للتشكيل النهائي والتمهيد فإنهم يستخدمون أحجار فرك صلبة للغاية والمعاجين الرملية الجميلة.

 

ويضيف الباحث على محمد أحمد على أن المصري القديم استخدم خشب السنط لصنع الأثاث والتوابيت وكذلك العديد من التماثيل كما استخدم الفنانون جذوع وفروع الأشجار لصنع تماثيل صغيرة وكان على النحاتين ربط قطع من الخشب معًا تم استخدام أدوات الصوان والنحاس والبرونز لقطع وتشكيل الخشب وبرع المصري القديم في الصناعات الخشبية واستخدم خشب الأرز المستورد من فينيقيا في صناعة السفن لندرة الأخشاب في مصر وعدم صلاحية الأخشاب المحلية كالسنط والجميز والصفصاف كما جلب خشب الأبنوس من النوبة وبلاد بونت لاستخدامها في صناعة أثاث القصور الملكية وبيوت الأمراء و برع المصري القديم في حفر الخشب وتطعيمه بالعاج والأبنوس.

 

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء الضوء على مفردات هذا البحث المتنوعة موضحًا أن الذهب كان له مكانة خاصة فى مصر القديمة حيث يرمز لونه و لمعانه إلي الشمس وكان أيضًا استعارة للحياة الأبدية وكان يستورد من النوبة وتم استخراجه من الصحراء وقد برع الجواهريون في الورش الملكية في صناعة الحلي المزينة بالذهب والصفائح المعدنية وقطعوا الأحجار شبه الكريمة أو قطع من الزجاج الملون بالأشكال المطلوبة.


وأوضح الدكتور ريحان، أن المصريون القدماء اكتشفوا نحو 125 منجمًا بالصحراء الشرقية ومنطقة البحر الأحمر والنوبة وكانت مصر القديمة غنية بالذهب وقد قال أحد حكام الشرق الأدنى للملك أمنحتب الثالث : أبعث لي بكمية من الذهب لأن الذهب في بلادك مثل التراب" وتشير البردية الذهبية في متحف تورينو في إيطاليا من عهد الملك سيتي الأول من الأسرة التاسعة عشرة إلي مناجم الذهب المنتشرة بالصحراء الشرقية ، أما الاكتشافات الأثرية المتعاقبة فتعكس تمكن المصريون القدماء بخبرة هائلة في مجال التنقيب عن الذهب واستخراجه من عروق الكوارتز فضلا عن خبرتهم الكبيرة في مجال التصنيع واستخدام النار والغاب المصنوع من الخزف وصهره.


ويشير الدكتور ريحان إلى استخدام المصري القديم للبرونز وكان من بين مواد أخرى للأدوات والأسلحة والدروع من عصر الدولة الوسطى وما بعدها وكان النحاس المعدن الأكثر شيوعا للأدوات والأسلحة كونها قيمة للغاية كما ارتقى الفنان المصرى القديم بصناعة الغزل والنسيج وكان يمثل التجارة الرائدة في مصر وصنع الأغطية المستخدمة لختام المومياوات وهناك نقوش مصرية قديمة تثبت أيضًا أن المصريون القدماء استخدموا أقمشة مختلفة  مثل القطن والكتان، لصنع ملابسهم وكانت أقدم قطعة للكتان تم العثور عليها بمدينة الجبلين جنوب الأقصر الكتان المطلي الشهير "بكتان الجبلين" وهي قطعة من القماش رسمت عليها بعض الرسومات التي تمثل المراكب والتي اشتهرت بخطوط الجبلين والتي عثر عليها في قبر حفرة ينتمي إليها فترة النقادة الأولى والثانية (3200-32700).

 

وفي الفترة البطلمية فى مصر أقيمت ورش النسيج في مناطق مختلفة وإضافة الصوف مادة مهمة لهذه الصناعة في وقت لاحق  خلال الفترة المسيحية (30 ق.م. - 461 م) وبلغت صناعة النسيج ذروتها في الازدهار خلال العصر الإسلامي حوالي 642 م وصدرت مصر المنتجات النسيجية إلى الإمبراطورية البيزنطية وإلى مختلف الدول الأوروبية.


وينوه الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى تفوق ونبوغ المصري القديم في صناعة الفخار لتميز طمي النيل وطمى الصحراء والتي تجسدت في لوحات المقابر والنماذج ويعتبر الفخار من أهم المواد الأثرية أهمية بالنسبة للدارسين لأنه يؤرخ للفترات التاريخية المختلفة فقد تميزت كل فترة بنوع مميز من الفخار بدأ من عصور ما قبل الأسرات حتى العصر الإسلامي.