جدل لا ينتهي| الحقيقة الغائبة حول قدرة «ريمديسيفير» في القضاء على فيروس كورونا 

صورة موضوعية
صورة موضوعية

مازال أكثر من 5 مليون مواطن تحت حصار فيروس كورونا المستجد، وصل العدد الإجمالي للمصابين بعدوى فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» اليوم الجمعة إلى 5,318,833 حالة، وأودى بحياة 340,241 شخصا، فيما تمكن 2,169,223 شخصًا من التعافي والتماثل للشفاء التام، آلاف المواطنين دفعوا حياتهم ثمنًا للإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».

دفع تفشي فيروس كورونا كل دول العالم للتسابق في محاولة الحصول على حلول وحتى الآن لا يوجد شيء قاطع وحاسم بشأن علاج الكورونا والقضاء عليه بشكل مباشر، ومع وجود بوادر وبشائر للأمل مع تطوير عقارات مختلفة أبرزها كل من «أفيجان الياباني، والبلازما المصرية وريمديسيفير الأمريكي» إلا أن العقار المصري والياباني مازالا تحت الاختبار رغم وجود نتائج مبشرة بالنسبة لهما لكن لم يتم اعتمادهما رسميًا كمصل مضاد للكورونا حتى الآن.

أمريكا الأولى عالميًا

تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية قائمة أكثر دول العالم تأثرًا بانتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 من حيث عدد الإصابات، حيث وصل عدد الإصابات الإجمالي فيها إلى 1,645,353 حالة، تليها روسيا بـ 335,882 حالة، وتأتي البرازيل ثالثًا بإجمالي 332,382 حالة، تليها إسبانيا رابعًا بـ 281,904 حالة، وخامسًا تأتي المملكة المتحدة بإجمالي عدد إصابات يبلغ 254,195، أما على مستوى الوفيات، تتصدر أيضًا الولايات المتحدة هذه القائمة بإجمالي 97,655 حالة، تليها المملكة المتحدة بإجمالي 36,393 حالة، وثالثًا تأتي إيطاليا بـ 32,616 حالة، ورابعًا فرنسا بإجمالي 28,289 حالة، وخامسًا إسبانيا بإجمالي 28,628 حالة.

استعجال العلاج

يبدو الوضع مختلف في أمريكا بشكل كلي، حيث أعلنت أمريكا أنها بصدد اعتماد «ريمديسيفير» كعقار فعال في علاج الكورونا، خصوصًا بعد تصريحات أنتوني فاوتشي، عضو فريق البيت الأبيض لمكافحة فيروس كورونا، الذي أكد أن العقار منح الأمل في التوصل إلى علاج فيروس كورونا المستجد «كوفيد -19»، مؤكدًا أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعلن خلال أيام من الشهر الجاري اعتماد عقار «ريمديسيفير» كعلاج رسمي، خصوصًا بعدما أثبتت التجارب العملية التأثير المباشر لهذا العقار في التأثير على الفيروس على النحو الذي يساعدنا في السيطرة عليه، خصوصًا أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر من أكثر دول العالم تضررًا بهذه الجائحة بعد أن تجاوز عدد المصابين بداخلها المليون مصاب، كما تعتبر الأولى عالميًا من حيث أعداد الوفيات الذين يقدرون بالآلاف من جراء الإصابة بعدوى كورونا، ورغم أن الجميع استبشر خيرًا بهذا العقار إلا أن الآراء تبدو مختلفة كما سنوضح لاحقًا.

البحث عن حلول واقعية

قال الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، فأكد إنه لم يثبت إلى الآن أن هناك عقار معين يعالج فيرو كورونا المستجد «كوفيد 19»، لافتًا أن الآلة العلمية العالمية تتسابق من أجل الوصول إلى حلول واقعية، وعقار يحتاج إلى تجارب أكثر للحكم عليه وعلى مدى فاعليته.

أما الدكتور حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، فأكد أن عقار ريمديسيفير التي حجزت منه مصر دفعة على وصول، وقد يستغرق من أسبوع إلى 10 أيام، موضحا أنه سيتم عقد اجتماعًا خلال الأيام المُقبلة لإعادة مناقشة الموضوع بشكل أكثر دقة.

أول دراسة على «الريمديسفير»

وكانت دراسة نشرتها مجلة «نيو إنغلند جورنال أوف ميديسين» أكدت أن عقار «ريمديسيفير»، أثرًا واضحًا وهامًا في تسريع علاج المصابين بفيروس كورونا المستجد، وذكرت الدراسة أن العقار التجريبي ساهم عبر حقنه يوميًا في الأوردة على مدى 10 أيام في تسريع شفاء مرضى كوفيد-19، الذين يتلقون العلاج في المستشفى، كما بلغ معدل الأيام المطلوبة للشفاء 11 يوما للمرضى الذين حقنوا بالـريمديسيفير، مقابل 15 للآخرين، كان الأثر أكبر لدى المرضى الذين أدخلوا المستشفى ولم يخضعوا لجهاز التنفس الاصطناعي.

وأشارت الدراسة إلى أنه يفضل البدء بالعلاج بالدواء، قبل استفحال المرض في الجسم وبلوغه درجة، يصبح لزاما استخدام جهاز تنفس اصطناعي غير أن هذه النتيجة تبقى دون الحد الأدنى المطلوب للموثوقية الإحصائية، وفي مطلق الأحوال، لا يعطي «ريمديسيفير»، أي ضمان للبقاء على قيد الحياة بحسب معدي الدراسة، الذين قالوا إنه من الواضح أن العلاج المضاد للفيروسات لن يكون كافيًا لوحده، وتأتي نشر هذه الدراسة بعد شهر من إعلان مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي أن دواء «ريمديسيفير» التجريبي، يسرع شفاء مرضى كورونا.

نتائج غير نهائية

علق الدكتور أمجد الخولي استشاري الوبائيات في منظمة الصحة العالمية، على مستقبل عقار «ريمديسيفير»، مؤكدًا، أن بيانات التجارب المعملية التي تم استخدامها للمصابين الذين يتناولون عقار «ريمديسيفير» تعافوا أسرع بنسبة 31٪ من الذين يتناولون أي عقار آخر غير معتمد، لافتًا أن تحسن بنسبة 31٪ لا تبدو كأنها 100٪، إلا أنه دليل مهم للغاية من حيث المبدأ على قرب التخلص من شبح فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» الذي ضرب جميع دول العالم في الصميم، لافتًا أن الوقت لا يزال مبكرًا للحكم عليه وموافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عليه جاء بشكل عاجل لمساعدة الحالات الطارئة والخطرة وليس لكل الحالات ولا تزال هناك كثير من الدراسات ونحن على موقفنا في إجراء اختبارات سريرية ونحن كمنظمة للصحة العالمية دائمًا نهتم بأن يكون أي عقار له نتائج إيجابية وأعراض وأثار أقل وبالتالي نحتاج لوقت أكبر.