خبير آثار يطالب بتسجيل «بيت راشد» بشمال سيناء ضمن المباني التراثية

بيت راشد
بيت راشد

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن «بيت راشد» بقرية البرث بشمال سيناء أصبح جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الوطنية لشعب مصر بعد عرض مسلسل الاختيار ومدى تأثر كل شعب مصر بالأحداث البطولية لأبناء القوات المسلحة المصرية لذا وجب أن تتخذ الإجراءات القانونية لتخليد هذا المبنى كتراث مصرى أصيل يحكى قصص البطولة لكل الأجيال ويصبح البيت مزارًا تاريخيًا على المستوى المحلى والإقليمى والدولى .


ومن هذا المنطلق يطالب الدكتور ريحان بتسجيل البيت ضمن المباني التراثية فى مصر لتتوفر له الحماية بموجب القانون رقم 144 لسنة 2006 والخاص بتنظيم هدم المباني والمنشآت غير الآيلة للسقوط والحفاظ على التراث المعماري، والتي حددت كيفية تسجيل المباني التراثية بكل محافظة بتشكيل لجان دائمة بكل محافظات مصر بقرار من المحافظ.


وبناءً عليه كما يشير الدكتور ريحان يجب أن تتشكل لجنة دائمة عاجلة بقرار من محافظ شمال سيناء تتضمن ممثلًا من وزارة الدفاع ووزارة الثقافة وممثلا لوزارة الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية وشخصين من المحافظة المعنية وخمسة من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المتخصصين في مجالات الهندسة المعمارية والإنشائية والآثار والتاريخ والفنون، على أن ترشح كل جهة من يمثلها ويرفع قرارها إلى رئيس مجلس الوزراء تمهيدا لإصدار قرار بتسجيله.


ويتابع الدكتور ريحان أن المباني التراثية بمصر هي المباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز أو المرتبطة بالتاريخ القومي أو بشخصية تاريخية أو التي تمثل حقبة تاريخية أو التي تعتبر مزارًا  سياحيًا مهددًا بالاندثار من جراء التعدي عليها وإهمالها وتنطبق على بيت راشد معايير ارتباط المنزل بالتاريخ القومى وبشخصية قائد عسكرى ضرب أعظم الأمثلة فى الوطنية والتضحية والفداء والاستشهاد من أجل الدفاع عن الوطن والكرامة .


وأكد الدكتور ريحان على ضرورة ترميم هذا المنزل بشكل فنى يحفظ طابع المعارك والهجمات التي شهدها المنزل ويتحول إلى متحف عسكرى مكشوف يتضمن كل المقتنيات من أسلحة وملابس وغيرها التي تسجل هذه البطولات وتخلدها عبر التاريخ لتشهد ببطولات شعب مصر عبر التاريخ على أرض سيناء من معارك رمسيس الثانى وصلاح الدين ونصر أكتوبر المجيد ومعركة طابا العسكرية والدبلوماسية والعلمية والقانونية والتاريخية والأثرية حتى استرداد آخر شبر على أرض سيناء الحبيبة ثم معركة هؤلاء الأبطال التى تحتاج إلى التدريس فى الكليات العسكرية فى مصر وسائر أنحاء العالم .


ونوه الدكتور ريحان إلى أن هذا البيت أنشأه رجال القوات المسلحة المصرية كمينًا ثابتًا يتواجد فيه العقيد الشهيد أركان حرب أحمد صابر منسي قائد عمليات الكتيبة 103 صاعقة  ورجاله من الضباط والجنود والذى شهد معركة حفرت فى ذاكرة الشعب المصرى وموقع ارتوى بدماء الأبطال وحجارة سقط عليها الشُجعان بعدما ظلوا يحاربون حتى فاضت روحهم متمسكين بسلاحهم مدافعين عن تراب وطنهم، هنا سطّر التاريخ ملحمة لا يمكن أن تُنسى، ملحمة سيتذكّرها الأبناء والأحفاد بكل فخر وعزة، ساعات قليلة شهدت على البسالة والبطولة، بسالة الجندي المصري وتصديه لعدو خائن غادر، إنّها معركة البرث، معركة كتبها البطل القائد منسي ورفاقه بدمائهم ليتحاكاها المصريون بعدهم، المعركة التي وقعت داخل "بيت راشد"، هذا المنزل الذي شهد على بطولة ضمن قصص الأبطال الذين سكبوا دمائهم على رمال سيناء ليحيا هذا الوطن.


وبعد القيام بالعديد من المهام في المنطقة أذاق البطل منسي ورفاقه التكفيرين الكثير حتى قرروا مهاجمته حيث كان منسي مطلوبًا لديهم إسمًا وفي السابع من يوليو عام 2017، حدث هجوم بعتاد وأسلحة ثقيلة وسيارات مفخخة على كمين البرث، قاوم الجنود والرجال لآخر نفس، لم يترك أحد سلاحه حتى آخر نقطة في دمه، لكل بطل منهم حكاية وبطولة مختلفة عن الآخر، لكن في النهاية لم يستطع هؤلاء التكفيرين السيطرة على الكمين حتى مع استشهاد أبطاله الذين دافعوا بكل ما أوتوا من قوة عن وطنهم واستشهدوا من أجل رفع راية الوطن وكرامته وعزته إلى عنان السماء ليسطروا بحروف من دم ونور أسماءهم على رمال سيناء الغالية .