نقطة فوق حرف ساخن

عمرو الخياط يكتب.. حــرس ســلاح

عمرو الخياط
عمرو الخياط

على امتداد الجبهة يقف المرابطون يدركون حقيقة الرسالة، قابضين على سلاحهم فى انتظار أقدارهم، لا أحد ينتظر الموت لكن الموت  هنا جزء من سيرة ومسيرة وطن، الموت هنا ليس انتهاء مقدرا لحياة فردية لجنود مجهولين، هنا يكون الموت جزءا من مقتضى وظيفى يسمو على الشكل الظاهر لحياة العوام، الموت هنا ثمن يقبل أن يدفعه هؤلاء المرابطون من أجل أن تحيا مصر.

فى مشهد متكرر تزف مصر شهداءها  فى مواكب العز والكرامة وبينما ترتقى أنفس الشهداء إلى بارئها تجد الصفوف قد التأمت  بعد أن تسلمت الأمانة والرسالة اجيال جديدة علمت علم اليقين أنها فى مهمة مقدسة يقع الموت جزءا من تفاصيلها، الموت هنا ليس انتظارا بل «اختيار».


فى كل ثغور الوطن يتعالى النداء «حرس سلاح» استدعاء لحالة الجاهزية للدفاع عن الوطن، النداء هنا ليس ابتداء بل ارتداد لصدى أصوات المصريين الذين خرجوا يوم ٣٠ يونيو فى ثورة الوجود المصرى التى كانت اختيارا إجباريا لحفظ بقاء هذا الوطن وصون هويته واستقلاله وسيادته.


لا تتورط فى حالة الإنكار أو الملل المصطنع فبصرك اليوم حديد بعد أن كشفت ثورة الدولة المصرية فى ٣٠ يونيو حقيقة المخطط وأجبرت كل الأطراف على الخروج إلى العلن بجرائمه التى كان يرتكبها مداهنا باستخدام أقنعة السياسة أو الإعلام أو حقوق الانسان أو الحريات، لكن ٣٠ يونيو كانت الكاشفة.

إياك أن تدعى الجهل أو التجاهل، لا عذر اليوم، إياك أن تصم أذنيك عن النداء «حرس سلاح»، انظر حولك على امتداد البصر أو تحت قدميك، انظر إلى جنود الجيش الانكشارى التركى الذين دنسوا أرض سوريا وأعادوا  الاحتلال التقليدى إلى قلب الوطن العربى، انظر إلى الغزاة الأتراك الذين دنسوا أرض ليبيا داعمين ومدعومين من قادة الإرهاب المهاجرين إلى أرض ليبيا لاعادة الارتكاز والتمركز فى المساحات والدروب الواقعة فى محيط جغرافيا الأمن القومى المصرى، ضعف الطالب والمطلوب، وحتما سيكون الميعاد فى مصر.


تأكد اليوم أن اختيارك فى ٣٠ يونيو كان اختيارا استراتيجيا سيتوقف عنده التاريخ مضيفا إلى سجلاته فصولا جديدة من فصول العزة والكرامة المصرية.
أنت الآن على قيد الحياة لأن هناك رجالا قد سبقوك فقدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن ومنهم من ينتظر، اعلم جيدا أن كل الناس تموت ولكن ليس كلهم يعيش.

لا تغفل عن وطنك ولا تدعِ المحبة دون أن تكون مستعدا للتضحية، العطاء هنا برهان الوطنية، اعلم جيدا أن المحب لا يعرف الملل.


اقبض على وطنك كمن يقبض على الجمر، احسم أمرك واخرج فورا من منطقة «الولاءات الرمادية»، عليك أن تسمى الأشياء بمسمياتها الصحيحة، عليك أن تجاهر بأن ما تفعله تركيا هو احتلال أجنبى لدولة عربية وليس من أجل استعادة الخلافة، عليك أن تحسم اتجاهك وتعلن أن تنظيم الإخوان هو الحاضن لأكبر عملية خيانة جماعية منظمة وليس فصيلا سياسيا أو وطنيا.

اخرج على العلن وأكد أنك مساند ومؤيد بل وجندى فى صفوف كل ما يمثل مصالح مصر وأمنها القومى وأن من يمس تلك الثوابت ليس لديه فى ضميرك أو سلوكك سرا وعلانية إلا العداء المباشر طالما ظن انه يمكن أن يلحق أى ضرر بوطنك، وإن عدتم عدنا.


ارفع صوتك بالنداء «حرس سلاح» فى ضميرك وفِى بيتك وفِى عملك وعلى حساباتك الالكترونية، أزفت الآزفة وبدأ زحف الغزاة الجدد نحو وطنك محاولين حصاره غربا عبر المدخل الليبى، وشرقا حيث عصابات الإرهاب الإخوانى وفلوله من المجرمين والمرتزقة، تنضم لهم أوهام إثيوبية تظن بمصر الظنون، تظن أن مصر يمكن أن تستكين لعملية انتحار قومى، درب من خيال يبدو أن أطرافا إثيوبية اختارت أن تسير على خطى سرابه، ستستفيق فى مواجهة المارد المصرى الذى يبدو أن هناك من يصر على إيقاظه من سباته، من يمارس العبث الاقليمى والدولى عليه أن يدرك أن باستطاعته استحضار هذا المارد لكن كائنا من كان لن يستطيع أن يصرفه قبل أن يطمئن على تسليم الوديعة المقدسة للأمن القومى المصرى للأجيال القادمة، تتوارثها جيلا بعد جيل.

مصر العظيمة مفتاح سر التاريخ، لا تستكين لطامع أو لغازٍ، مصر السلام هى نفسها مصر المقاتلة، لم يسجل عليها التاريخ مرة واحدة استكانة لهزيمة أو لظلم أو لاعتداء، فى مصر ١٠٠ مليون فدائى، فى مصر ١٠٠ مليون شهيد، من أسوان إلى الاسكندرية، ومن وادى حلفا إلى القنطرة، ومن رفح إلى السلوم، ارفع صوتك بالنداء «حرس سلاح» يأتيك المصريون من كل فج عميق.


 فى مصر ١٠٠ مليون منسى، فى مصر المنسى لا ينسى.