البحوث الإسلامية يتحدث عن الإمام «الليث بن سعد» في سطور

البحوث الإسلامية
البحوث الإسلامية

استعرض مجمع البحوث الإسلامية، السيرة الذاتية لشيخ الإسلام المصري الإمام الليث بن سعد، خلال فيديو جراف عبر الصفحة الرسمية على موقع «فيسبوك».

وجاء في الفيديو: «شيخ الإسلام المصري .. الإمام البارع والشيخ الحافظ، والفقيه النحرير .. رأس أهل مصر ومفتيها وفقيهها ومحدثها، عربي اللسان، مجود القران، النحوي الأصولي، الحافظ للحديث والأشعار، السخي، النبيل .. الإمام أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي المصرى».

ولد الليث بن سعد في عام أربع وتسعين من الهجرة بقرقشندة والتي تتبع الان مركز طوخ بمحافظة القليوبية.

وتتلمذ على يدي كثير من العلماء، فسمع من عطاء بن أبي رباح، وابن أبي مليكة، ونافع، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، وابن شهاب الزهري، وأبي الزبير المكي وغيرهم .

وروى عنه ابن المبارك وابن وهب وأبو صالح كاتبه و قتيبة بن سعيد ويحيي بن بكير وخلق كثير.

اتسم الإمام بغزراة علمه، فقال عنه الإمام الشافعي : «كان الليث بن سعد أفقه من مالك بن أنس إلا أنه ضيعه أصحابه»، وقال ابن وهب : لولا مالك والليث لضل الناس.

كذلك قال عنه يحيي بن بكير: رأيت من رأيت، فلم أر مثل الليث، كان فقيه البدن، عربى اللسان، يحسن القران والنحو، ويحفظ الحديث والشعر ، ومازال يذكر خصالا جميلة حتى عد عشرا، ثم قال :  لم أر مثله.

كان لليث بن سعد كل يوم أربعة مجالس يجلس فيها، فكان يجلس لنائبة السلطان في نوائبه وحوائجه ، ويجلس لأصحاب الحديث، ويجلس للمسائل يغشاه الناس فيسألونه، ويجلس لحوائج الناس لا يسأله أحد من الناس فيرده كبرت حاجته أو صغرت.

لم يشغله شئ من أمور الدنيا عن العلم، فعندما عرض عليه أبو جعفر المنصور ولاية مصر لحكمته وعقله رفضها، ومع علمه الغزير كان غنيا ثريا، يقال إن دخله في العام الواحد ثمانون ألف دينار، ورغم كثرة هذا المال إلا أنه لم تجب عليه الزكاة قط؛ لأنه كان يتصدق بجميع ماله قبل أن يحول الحول ، حيث كان من الكرماء الأجواد .

وكان يصل العلماء كمالك وابن لهيعة وغيرهم، ويعطي الفقراء عطاء من لا يخشى الفقر، فكان مثلا - رحمه الله - يرسل كل سنة إلى مالك بمائة دينار، وعند زواج ابنته كتب مالك إليه : إني أريد أن أدخل ابنتي على زوجها وأحب أن تبعث إلي شيئا من عصٔفر – والعصفر نبات يصبغ به كالزعفران ونحوه - فبعث إليه ثلاثين حملا منه، فصبغ لابنته ثم باع منه بخمسمائة دينار وبقي عنده فضلة.

ويقول عبد الله بن صالح : صحبت الليث عشرين سنة لا يتغدى ولا يتعشى إلا مع الناس، وكان لا يأكل إلا بلحم إلا أن يمرض، وذات مرة سألته امرأة منا من عسل، فأمر لها بزق- قيل ما يعادل أربعة وخمسين كيلو جراما- فقال له كاتبه : إنما سألت منا، فقال: إنها سألتني على قدرها فأعطيناها على قدر السعة علينا.

وتوفي الإمام رحمه الله يوم الجمعة في النصف من شعبان عام مائة وخمسة وسبعين من الهجرة ، وقال محمد بن عبد الرحمن : شهدت جنازة الليث مع أبي، فما رأيت جنازة أعظم منها ولا أكثر من أهلها، ورأيت عليهم الحزن، والناس يعزي بعضهم بعضا وهم يبكون.