الضاحك الباكي " نجيب الريحاني " ولد يوم 21 يناير لعام 1889م في حي باب الشعرية بالقاهرة لأب من أصل عراقي يعمل بتجارة الخيل ، درس في مدارس الفرير الابتدائية لكنه اكتفى بشهادة البكالوريا عقب تدهور تجارة والده.

بعد حصوله علي شهادة البكالوريا اشتغل كاتباً في أحد البنوك، ثم تركه ليعمل بفرقة "أحمد الشامي" التي كانت تتجول في الأرياف، ثم التحق بفرقة "جورج أبيض" ليمثل أدوار التراجيديا، ولكنه لم يستمر، ثم التحق بالعمل في البنك الزراعي، وتعرف علي الممثل الكبير "عزيز عيد"، واشتغلا معا "كومبارس" في بعض الفرق الأجنبية التي كانت تمثل روايات اجتماعية، وتاريخية علي "مسرح الأوبرا"، ثم التحق الاثنان بفرقة "عكاشة"، وظهرت مواهب الريحاني فيها كممثل كوميدي بطريقة واضحة خاصة في الفصول القصيرة التي كان يمثلها بين فصول الروايات الدرامية للفرقة.

تزوج في بداية حياته من الراقصة “بديعة مصابني” التي كانت تملك كازينو بديعة بميدان الأوبرا، وأنجب منها ابنة واحدة ثم انفصلا ليتزوج بعد ذلك من الألمانية” لوسي دي فرناي” عام 1919م التي أنجب منها ابنته الثانية “جينا”.

أنشأ الريحاني فرقة باسم صديقه "عزيز عيد"، وصادفت نجاحاً كبيراً، ولكنه انفصل عن صديقه، والتحق بفرقة "اسكندر فرح"، ثم تركها واشتغل بفرقة "سليم عطا الله"، وكان أول دور مثله مع "سليم عطا الله" دور الإمبراطور في رواية "شارلمان".

في عام 1914 احترف التمثيل مع فرقة جورج أبيض، وتعتبر رواية "الملك لير" لشكسبير أول رواية اشترك في تمثيلها علي المسرح، وفي عام 1917 كون فرقته الخاصة "فرقة الريحاني" حيث قدم رواية "حمار وحلاوة" لأمين صدقي، كما قدم الروايات الاستعراضية بالتعاون مع "بديع خيري"، والفنان "سيد درويش"، وكانت أول رواية "علي كيفك"، واستعان بأشهر المطربات وقتها.. فتحية احمد.

تألق “نجيب الريحاني” في العمل المسرحي وعُرف بشخصية كشكش بيه التي جذبت إليه الأنظار فنقلها إلى السينما، ولكن لم تنجح تجاربه السينمائية بنفس القدر الذي نجحت به مسرحياته حيث حصل على لقب “زعيم المسرح الفكاهى”.

اعتزل “الريحاني” المسرح عام 1946م بعد أن قدم مع “بديع خيري” حوالي 33 مسرحية من أبرزها “الجنيه المصري” و”الدنيا لما تضحك” و”الستات ما يعرفوش يكدبوا” و”إلا خمسة” و”حسن ومرقص وكوهين” و”تعاليلى يا بطة” و”كشكش بك في باريس” و”وصية كشكش بك” و”مجلس الأنس” و”عشان سواد عينيها” و”المحفظة يا مدام” و”ياما كان في نفسي”.كما شارك في بطولة العديد من الأدوار السينمائية من أبرزها “صاحب السعادة كشكش بيه” و”حوادث كشكش بيه” و”ياقوت أفندي” و”بسلامته عايز يتجوز” و”سلامة في خير” و”أبو حلموس” و”لعبة الست” و”سي عمر” و”أحمر شفايف” و”غزل البنات”.

وفي 7 يونيو عام 1949م توفي الفنان المصري “نجيب الريحاني” بعد أن قدم آخر أدواره في فيلم “غزل البنات” إثر إصابته بمرض التيفود الذي كان سبباً في وفاته .