حكايات| الشباب «ضيقوا الكُم».. الجلباب البلدي مصنع الوجاهة في قنا

صورة موضوعية
صورة موضوعية

هنا في قنا كما في محافظات الصعيد، يحتفظ أبناء القبائل مثل العرب والهوارة والعائلات الكبيرة بالموروثات والتقاليد، التي تربوا عليها، كارتداء الجلباب البلدي رمز الفخر وأفضل ما يعبر عن شخصية مرتديه، ولا يعرف قيمته إلا أبناء قبلي.

ولم يؤثر التطور الحديث في الأزياء، مثل البنطلون والقميص وغيره، كثيرًا على الشباب القنائيين، ورغم ارتداء البعض منهم الأزياء الحديثة خاصة بعد التحاقهم بالجامعات في الوجه البحري والقاهرة يتمسكون بارتداء الجلباب البلدي الصعيدي بشكل مختلف عن آبائهم.

 

يظهر اختلاف الشباب في شكل الجلباب الذي أصبح ضيق (الكُم) أو المجسم على جسد الشاب بخلاف الجلباب الواسع المعروف الذي يرتديه الآباء والأجداد.

 

قيمة الجلباب تكمن كرمز لأزياء الصعايدة، ومنهم مستشارين وضباط وأطباء وسياسيين ومهندسين وغيرهم، يرتدون الجلباب في المناسبات العامة والخاصة أيضا فضلاً عن مواظبة العديد منهم على ارتدائه.

 

من الممكن أن يصل سعر الجلباب إلى 3 آلاف جنيه، شامل القماش والتفصيل، وهذا على حسب نوعية وجودة القماش، وطلب الزبون بتفصيلة معينة، ذات تكلفة عالية أو منخفضة، وهو ما شرحه عبدالحميد حمام «ترزي» في قنا.

 

وبحسب «حمام» فإن مراحل تفصيل الجلباب، تتمثل في رفع مقاسات (الزبون)، ثم غسيل الجلباب، ثم الوصول إلى (المكنجي) ثم (التسريج)، و(الكفافة)، وأخيراً (القطان).

 

ويتمتع الجلباب البلدي بمشتقات يرتديها كثير من هواة ارتداء الجلباب منها (الصديري والقميص والقفطان)،  ويعبر الجلباب عن الوجاهة لمرتديه، وفقًا لما ذكره الترزي حمام.

 

ويلمح أنه بالرغم من التطور في الأزياء الحديثة إلا أن هناك رغبة من الكبار والشباب على ارتداء الجلباب البلدي، خاصة بعد ما أظهرت الدراما الحديثة صورة الرجل الصعيدي وهيبته الحقيقية مثل مسلسل شيخ العرب همام وذئاب الجبل والضوء الشارد وحدائق الشيطان وسلسال الدم.

 

ويلوم على صناع فيلم العتبة الخضراء الذي أظهر سخرية كبيرة على الصعايدة ومن يرتدون الجلباب بعد قصة بيع العتبة لرجل صعيدي يرتدي الجلباب مما أدى ذلك إلى سخرية ممن يرتدون الجلباب استقرت في الأذهان حتى تصحيح صورة الصعايدة الذين أصبحوا في أعلى المناصب في مصر.