د.راندا رزق| السوشيال ميديا تثير الخوف والفزع.. والحكومة تواجه الشائعات بالشفافية والمصارحة

د.راندا رزق
د.راندا رزق

عضو المجلس التخصصى لتنمية المجتمع برئاسة الجمهورية وأستاذ مساعد الاعلام التربوى بجامعة القاهرة والملحق الثقافي، وشغلت مناصب عدة فى العديد من الهيئات والمنظمات الحكومية والاجنبية منها استشارى المسئولية المجتمعية للقطاع الخاص، وخبير التنمية الاجتماعية بالامم المتحدة، ومسئول الاتصال الخارجى والدعم الفنى لوزير التضامن الاجتماعى للعديد من الجهات الدولية والمانحة مثل «اليونيسيف»، ومنسقا بالمعونة الالمانية وهئية إنقاذ الطفولة، ومستشارا لعديد من الوزراء مثل وزير التموين والتجارة الداحلية، ومستشارًا للاتصال الجماهيرى لجهاز حماية المستهلك، واستشارى ورئيس لجنة صندوق التنمية الثقافية بمكتب وزير الثقافة، وعضو مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية بوزارة التربية والتعليم، وعضو لجنة الدراما بالمجلس الاعلى للاعلام، فى حوار خاص لـ «الاخبار».

> ما استراتيجية الدولة تجاه الشباب ؟

فى الحقيقة الدولة ممثلة فى القيادة السياسية أظهرت اهتماما خاصا بالشباب، فى أحاديث الرئيس، وفى تعيين الشباب فى مناصب قيادية، وأيضا فى العمل السياسى والمشاركة السياسية، فمنذ تولى الرئيس السيسى الحكم ويظهر دائما الاهتمام الكبير بالشباب بصورة خاصة، على المستوى الاجتماعى والاقتصادى والسياسي، فرأينا مؤتمرات الشباب التى انعقدت على مدار السنوات الماضية وضمت شبابا من كل دول العالم وأشادت بها مؤسسات دولية وعالمية، وحضرها الرئيس والوزراء وتم فيها تقديم الكثير من المشروعات ونماذج المحاكاة للشباب وليس فقط على مستوى المؤتمرات والندوات، لكن أيضا على المستوى الاجتماعى ودعمهم بتوجيه رسائل مستمرة للشباب وتوجيهات مباشرة للمسئولين من وزراء وجهات حكومية وخاصة، وأيضا على المستوى السياسى من تمكين الشباب لتولى مناصب كنواب للمحافظين والوزراء وفى مختلف الجهات الحكومية.

> تقييمك لتجربة البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب ؟

ربما من افضل التجارب التى تم ابتكارها لتأهيل الشباب على القيادة والعمل الجماعى والتعرف على أساليب العمل الحديثة والقيادية، وكان نتاج هذه التجربة الكثير من الشباب الذين يعملون الآن فى مناصب قيادية على مستوى جهات عليا فى الدولة، ولتجربة البرامج الرئاسية نتائج كثيرة، أبرزها إنشاء قاعدة شبابية من الكفاءات فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، عبر تدريبهم بأحدث الوسائل العملية والتكنولوجية الموجودة فى العالم.

تنمية الثقافة 

> كيف يمكن تنمية الثقافة عند الشباب ؟

تنمية الثقافة لدى الشباب تبدأ من الشباب أنفسهم، لكن دور الدولة هو توعية الشباب بوسائل التثقيف، وهو ما تسير نحوه الدولة بالفعل، لذا تنمية الثقافة تحتاج إلى إرادة من الشباب لكن عبر توعية من الدولة، وأيضا أؤكد هنا على دور الإعلام فى توعية الشباب بأهمية القراءة والتعلم واتباع ما يحدث فى العالم، والأهم من كل ذلك أن يكون لديهم طموح وأمل ورغبة.

> تعليقك على مستوى التعليم فى المدارس والجامعات وكذلك محو الأمية ؟

تحتاج إلى المزيد من العمل والاجتهاد ووجود خطة استراتيجية قومية لتطوير المدارس وتغيير الكثير من المناهج، وأيضا الجامعات لابد من التحول من الدراسة النظرية إلى العملية وزيادة العمل الجماعى بين الطلاب، لكن فيما يخص محو الأمية فهناك الكثير من البرامج من الدولة وأيضا المجتمع المدنى والجمعيات والمؤسسات الأهلية لمحو أمية كبار السن والسيدات وأهالى القرى وغيرهم.. ولابد أيضا من وضع مناهج تعليمية طبقًا لاحتياجات سوق العمل حتى نتجنب فكر التدريب التحويلى وبرامج تأهيل الشباب لسوق العمل، وأيضا محو الأمية آلية التعلم لحياة أفضل بهدف التمكين بالتعليم للتنمية المستدامة لحياة الأفراد.

> دور الشباب فى تنمية المجتمع ؟

تنمية أى مجتمع تشترط وجود شباب فعال لديه المهارات المطلوبة وأيضا ينتمى إلى وطنه، ويعمل جاهدا لتحقيق أهدافه التى تخدم فى النهاية وطنه، ولن يقوم أى وطن أو تحدث تنمية فى المجتمع إلا بالشباب، وأيضا سبب نكسة أى دولة هى الشباب.

> كيف توعى الدولة المواطنين لمواجهة فيروس كورونا ؟

الحكومة المصرية بشهادة المنظمات العالمية أدت دورها بطريقة جيدة واستباقية، فاتخذت إجراءات احترازية سريعة وفى وقتها لمواجهة الفيروس، بالإضافة إلى مصارحة الشعب بصورة مستمرة حول أرقام الإصابات والوفيات بالفيروس، وبخلاف عمليات التوعية المستمرة بضرورة الالتزام بهذه الإجراءات خاصة التباعد الاجتماعي، لكن يواجه هذا الاهتمام والإجراءات التى اتخذتها الدولة على كافة المستويات، إهمال بعض المواطنين وعدم التزام آخرين بالإجراءات والتباعد الاجتماعى الذى هو الحل الوحيد لمواجهة انتشار الفيروس فى ظل عدم التوصل حتى الآن لعلاج أو لقاح له.

شعب متلاحم 

> ماذا عن مبادرات الشباب التطوعية لمواجهة الوباء ؟

ليس بجديد على المصريين، الشعب المصرى معروف على مدار تاريخه بأنه شعب متلاحم فى وقت الأزمات، خاصة الشباب بحماسهم وأفكارهم الجديدة وطاقتهم التى عادة ما يوظفونها وقت الأزمات فى دعم الدولة وجهودها لمواجهة الفيروس، وهذا رأيناه فى العديد من المبادرات والأنشطة الشبابية التى تدعو لمواجهة الفيروس والتوعية به ومساعدة الفئات والأسر الأولى بالرعاية، فمصر قوية بشعبها وأبنائها فى ظل قيادة حكيمة تعرف ماذا تفعل وما تحتاجه الفترة الحالية.

>  دور السوشيال ميديا فى التعامل مع الأزمة؟

مواقع التواصل الاجتماعى لها تأثيرات سلبية وإيجابية، وفى وقت الأزمات مثل جائحة كورونا يزيد هذه التأثير سواء السلبى بنشر معلومات مغلوطة وشائعات عن الفيروس وانتشاره وأخبار مغلوطة على لسان الدولة وصورة مزيفة وفيديوهات غير حقيقية وكل ذلك يؤثر على الحالة النفسية للمواطنين ويتسبب فى حالة من الخوف والذعر لديهم، لذلك ندعو بصورة مستمرة إلى الالتزام بالبيانات الرسمية والمصادر الموثوق فيها والحقيقة، الحكومة تواجه هذه الشائعات بصورة مستمرة عبر بيانات سريعة ودقيقة حال انتشار شائعة تتعلق بالفيروس أو غيره وهو ما يطمئن المواطنين مرة أخرى.. وبخلاف هذا التأثير السلبي، فهناك تأثير إيجابى وقوى جدا لمواقع التواصل الاجتماعى لقدرتها على الوصول لكافة الشعب ووجود أدوات بصرية وتفاعلية تسهل على المواطنين فهم المعلومة والوعى بخطورة الفيروس وأهمية الالتزام بما تقوله الدولة وتتخذه من إجراءات، وهو ما يخلق وعيا جماعيا لدى الشعب يساعد الدولة فى استكمال دورها لمواجهة الفيروس.