حكايات| أعضاؤهم تباع بالدولار وتجلب الحظ!.. من هم أعداء الشمس؟

أعضاؤهم تباع بالدولار وتجلب الحظ!.. من هم أعداء الشمس؟
أعضاؤهم تباع بالدولار وتجلب الحظ!.. من هم أعداء الشمس؟

بملابس أنيقة دخل شاب أنيق وبوجه وشعر يسيطر عليه اللون الأبيض الحاد على الفنانين نيللي كريم وآسر ياسين في أحد مشاهد مسلسلهما بـ«100 وش» لتبدأ الدراما المصرية في خطوة جديدة لمواجهة التنمر بتقديم فئة «المهق» عبر الشاشة.. إذن من هم المصابين بـ«الألبينو»؟

 


اقترن اسمهم بالكثير من الأساطير والسحر في الدول الإفريقية، عاشوا حياة غير سوية، تعرضوا للتنمر والقتل العنصرية، يطاردون طوال حياتهم لا يخلدون إلى النوم إلا وبجوارهم سلاح للدفاع عن أنفسهم.

 

تُباع أعضائهم بالدولار، يتعرضون للاغتصاب لجلب الحظ، يتعاملون معاملة وحشية رغم جمالهم اللافت، كُتب عليهم «الظلم والقهر».. هم أصحاب ما يعرفون بأصحاب «عشا الليل» لكن علميًا اسمه «الألبينو» أو المهق.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| أنا مش عارفني.. متحولون جنسيًا تحت رحمة الهرمونات


يمتاز المصابون المهق بالبشرة البيضاء والعيون الشفافة، والشعر الأحمر المائل للون البني والنمش الذي يغطي معظم ملامح الوجه، والجلد الشاحب المحروم من التعرض للشمس والرؤية غير الواضحة بسبب نقص إنزيم «تيروزيناز».

 

«المهق» مرض وراثي لا يفرق بين رجل وامرأة، فهو ينتج عن انخفاض أو غياب الميلانين، وهو الصباغ المسئول عن لون الجلد والشعر والعينين، ويلعب دورًا هامًا في حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية، لذلك فالأشخاص المصابون بالألبينو أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد. 

 

 

تختلف الإصابة بالمهق على حسب المنطقة، مثلًا في إفريقيا يُصاب حوالي واحدًا من كل 5000 إلى 15 ألف شخصًا، أما في الولايات المتحدة ودول أوروبا يُصاب واحدًا من كل 17 ألف إلى 20 ألف مواطن، بحسب ما جاء في موقع «مديكال نيوز توداي». 

 

علامات الألبينو

 

مرضى المهق محرمون من أي ضوء لأنه يؤثر عليهم بالسلب ولكن في حالة تعرضهم للشمس عن طريق الخطأ بدون أخذ الاحتياطات اللازمة ووضع كريم واقي تسوء حالاتهم ويصبحون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد. 

 

اقرأ للمحررة أيضًا| «الأذن الوطواطية وشد الجفون».. أهلا بكم في عيادة تجميل الرجال

 

أبرز العلامات التي تميزهم عن غيرهم، وجود النمش وردي يغطي معظم وجوههم،  يتحول شعرهم من اللون الأبيض إلى البني، يتغير لون العين من الأزرق إلى البني الفاتح ويطلقون عليها «العيون الشفافة»، وفي أحيان أخرى تصبح حمراء اللون لأن الضوء يعكس الشبكية في الجزء الخلفي من العين.

 

 

بالإضافة إلى الرؤية غير الواضحة وتحريك العينين بسرعة وبشكل لا يمكن السيطرة عليه والإصابة بالحول وقصر النظر، لذلك ينصح الأطباء بإرفاق عدسات تلسكوبية خاصة ملحقة بالنظارات، واستخدام شاشة كمبيوتر كبيرة أو مواد طباعية عالية التباين، تثبيت برنامج يحول النص على كلام وممارسة الألعاب بالألوان الزاهية، أما بالنسبة للطريقة الأكثر موثوقية لتشخيص المهق هي «الاختبارات الجينية».

 


الأساطير الإفريقية

 

رغم المعاناة التي يعيشها «أعداء الشمس» تسيطر المضاعفات النفسية عليهم إلى حد كبير بسبب افتقادهم عنصر الأمان في كثير من الأحيان، إذ يتعرض الشخص المصاب بالمهق في أفريقيا وبالتحديد في جنوب الصحراء إلى التنمر والعزلة الاجتماعية بسبب مظهره الخارجي وعدم احترام الذات. 

 

اقرأ للمحررة أيضًا| ملكات متلازمة داون .. جمال من طابع خاص عنوانه الرقة والبراءة

 

دراسة أجريت في نيجيريا أفادت بأن معظم المصابين بالمهق مهمشين ويشعرون بالاغتراب والخوف لذلك يخلدون إلى النوم وبجوارهم سلاح للدفاع عن أنفسهم في حالات الخطر، فضلًا عن تحصلهم الدراسي الضعيف بسبب التنمر وعدم وجود فرص عمل.

 

 

وفي بعض بلدان جنوب الصحراء الكبرى، مثل تنزانيا وبوروندي، يتم البحث عن أعضاء جسم الألبينو بعد قتلهم من أجل التربح والكسب غير المشروع اعتقادًا منهم أنها تجلب الحظ، وتصل أعضاء الجسم المصابة بالمهق إلى 75000 دولار.

 

وهناك شائعة أخرى تلاحق السيدات المصابات بالمهق أن ممارسة الجنس معهن يشفي من مرض الإيدز، وقد أدى هذا الاعتقاد الكاذب إلى القتل والاغتصاب وإصابات إضافية بالإيدز.

 

لذلك في عام 2015، دعت الأمم المتحدة إلى الاستعجال في اتخاذ إجراءات لمنع الهجمات على الأشخاص المصابين بالمهق.