دراما رمضان| غياب المسلسلات الدينية والتاريخية.. و«تكلفة الإنتاج» كلمة السر

دراما رمضان
دراما رمضان

- «المرسي»: الدراما التاريخية والدينية تحتاج تكاليف ضخمة.. وعودة تلفزيون الدولة «ضرورة»

- «الشناوي»: المسلسل التاريخي السوري يتفوق على «المصري» بسبب إنفاق ميزانية ضخمة

- أستاذ إعلام يقترح: من الممكن إنتاج دراما تاريخية «مشتركة» مع شركات عربية وقطاع خاص  

- ناقد فني: هناك غياب للرؤية الحقيقية والأفكار الجديدة التي تبلور تراثنا وتاريخنا وتجذب الجمهور

 

غابت عن الدراما الرمضانية منذ سنوات المسلسلات الدينية والتاريخية، التي تعزز الهوية الثقافية، وتظل راسخة في عقل ووجدان المشاهدين، وتبلور التاريخ وتخلده في الذاكرة، ولعل أهم أسباب غيابها تكلفة الإنتاج الضخمة، وتوقف التلفزيون المصري عن إنتاج هذا النوع من الدراما، وعدم سعي القطاع الخاص لإنتاج دراما تاريخية ودينية، إذ يبحث عن الربح السريع.. وناقشت «بوابة أخبار اليوم» الخبراء حول هذه المعوقات وكيفية التغلب عليها.

في البداية يقول الدكتور محمد المرسي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن الدراما التاريخية تحتاج إلى تكاليف مادية مرتفعة جدا خاصة في التجهيزات ومواقع التصوير والأعداد المطلوبة، وتحتاج أيضا جهد كبير.

وتابع د. «المرسي»، حديثه لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن هذا النوع من الدراما كان ينتجه قطاع الإنتاج أو "صوت القاهرة" في التليفزيون المصري، ولما لم تقم الدولة بإنتاج دراما تاريخية غابت عنا طوال هذه المدة؛ لأن القطاع الخاص لا ينتج هذا النوع من الدراما فهو يبحث عن الدراما السهلة السريعة المربحة، لافتا إلى أن نفس الأمر ينطبق على الدراما الدينية.

وأشار إلى أن هناك توجه في الفترة القادمة لإنتاج هذا النوع من الدراما، موضحا أن قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري قدم أعمالا خالدة في هذا النوع من الدراما لكنه توقف بسبب التمويل.

واقترح الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إنتاج أعمال درامية مشتركة مع شركات عربية مثلا أو قطاع خاص أو الإنتاج بأقل التكاليف، مؤكدا أن هناك مواهب كثيرة مصرية لا تجد فرص للتمثيل، ولديهم المقومات اللازمة للإنتاج الدرامي التاريخي مثل اللغة العربية السليمة والآداء الجيد، متمنيا عودة إنتاج الدولة ومدينة الإنتاج الإعلامي لإنتاج دراما دينية وتاريخية.

وواصل حديثه، بأن الاتجاه لإنتاج هذا النوع سيكشف عن مواهب جديدة من المؤلفين والممثلين والمخرجين من خريجي معاهد التمثيل والمسرح، لافتا إلى أن "إعلام المصريين" لديه إمكانيات للإنتاج وكان في خطته أعمال درامية وتاريخية، متسائلا: إذا لم يُعرض في شهر رمضان هذا النوع من الدراما فمتى يُعرض؟!

وحول ارتباط الدراما التاريخية بالسوريين والدراما السورية؛ أوضح د.«المرسي»، أنه كان هناك منافسة بين مصر وسوريا في هذا المجال في فترات سابقة، وحاليا توقفت مصر وانفردت سوريا بهذه الدراما، مشيرا إلى أن مصر كان لها سوق كبير عربيا في هذا النوع من الدراما.

وأكد أن الأعمال الدرامية التاريخية تترك أثرا ثقافيا عميقا في وجدان المشاهدين من هذا الأعمال الجادة، ويشكل عقل ووجدان أمة، وله عائد كبير أيضا.

أما الناقد الفني طارق الشناوي، فيقول إن المسلسلات التاريخية غابت عن الدراما الرمضانية منذ أعوام، لأن المنتجين يستهدفون إنتاج أعمال مربحة غير خالدة تأتي بأعبائها وأرباحها سريعًا، لافتًا إلى أن مسلسلات السير الذاتية تحتاج إنتاجًا ضخمًا.

وأضاف «الشناوي» أن السيناريوهات الجيدة للأعمال التي تبقى وتظل وتخلد في ذهن المشاهدين غابت أيضا، وسط غياب الرؤية الحقيقية والأفكار الجديدة التي تبلور تراثنا وتاريخنا في أعمال تجذب الجمهور.

وأشار الناقد الفني إلى أن المسلسل التاريخي السوري يتفوق على المسلسل التاريخي المصري، لأن سوريا تنتج على مسلسلاتها ببذخ، ومصر تفقد ميزانيتها بسبب التكلفة الضخمة، وهو ما أدى إلى غياب تلك الأعمال عن الساحة الفنية سواء في رمضان أو غيره.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي