بسم الله

ثقافة الأولويات

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

كثيرا ما يتفنن القارئ ويمنح الكاتب رؤية جديدة لمقالاته ، فليس كل رسائل القراء شكاوى أو مظلمات ، وإن لم يكن فى ذلك عيب. وعبر بريدى الاليكترونى رسائل عديدة من القراء تقدم اقتراحات ورؤى لصانع القرار وصاحبه ، من ذلك رسالة القارئ العزيز المهندس هانى صيام ، الذى يعلق على وصف الدكتور حسين عيسى رئيس لجنة الخطة بمجلس النواب موازنة (2020 - 2021 ) بأنها (موازنة الأزمة والأولويات ). خاصة عندما أكد أن إعادة ترتيب أولويات النفقات تعد تحديا كبيرا للغاية أمام الحكومة ، ومن ذلك أهمية دعم القطاع الصحى فى ظل أزمة فيروس كورونا ، خاصة بعد معاناة دول كبرى منه جراء إهمالها النفقات الصحية وعدم التنبه لها ، ودعم التعليم والبحث العلمى.
وكم أتمنى نشر ( ثقافة الأولويات) وتطبيقها فى كل أوجه حياتنا اليومية ، من خلال مبادرة قصور الثقافة ومراكز الإعلام المنتشرة بمحافظات مصر-حال انحسار وباء كورونا-فضلا عن الإعلام المرئى والمسموع ، بتنظيم ندوات ومحاضرات تثقيفية وبرامج تعريفية حول كيفية تحديد الأولويات. وآلية ترتيبها وضوابط التنفيذ الفعلى فى ضوء المعطيات المتاحة والمخرجات المرجوة ، مما يعود على المجتمع بالنفع والخير. فنرى رب الأسرة يعكف على إعداد موازنة الأسرة الشهرية آخذا فى الاعتبار ترتيب بنود الإنفاق طبقا للأولويات ، وأعنى بها أوجه الإنفاق ذات الأهمية الفائقة لجميع أفراد الأسرة ، ثم الأقل أهمية كلما كان هناك فائض يسمح بذلك ، ويستهل الموظف يوم عمله بإعداد جدول إنجاز الأعمال اليومية المكلف بها طبقا لدرجة أهمية الموضوع وأثره على منظومة العمل بالمؤسسة أوالشركة التابع لها والوقت المخصص لإنجازه ، ويقوم الطالب بوضع جدول الاستذكار اليومى استنادا إلى ترتيب الدروس المرجو مطالعتها ومراجعتها على مدار اليوم طبقا لدرجة صعوبتها وما تتطلبه من تركيز وجهد ذهنى وإعمال فكر بحيث يبدأ بالأكثر صعوبة ثم الأقل لينتهى بالموضوعات ذات الأفكار السهلة الاستيعاب والتحصيل.ترسيخ ثقافة الأولويات فى الأذهان والحرص عليها أمر محمود يكفل تحقيق الأهداف المأمولة.
دعاء : رﺑﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺗﻮﻛﻠﻨﺎ وإﻟﻴﻚ أﻧﺒﻨﺎ وإﻟﻴﻚ اﻟﻤﺼﻴﺮ