فى الصميم

الحذر سيد الموقف

جـلال عـارف
جـلال عـارف

رغم أن العديد من دول أوروبا بدأت تخفيف إجراءات الحظر التى بدأت مع انتشار «كورونا».. إلا أن الملاحظة الأساسية أن الحذر مازال سيد الموقف. لم يحدث ما توقعه البعض من اندفاع للخروج من المنازل أو الزحام دون مراعاة للتعليمات.
صحيح أن الأمر مازال فى بدايته، وأن معظم إجراءات الحظر مازالت سارية، وأن الصورة ستتغير بالتأكيد فى الشـهر القادم مع المزيد من الانفتاح إذا سارت الأمور على ما يرام، ولم تحدث انتكاسات مروعة تنسف ما تحقق من تقدم فى مكافحة الوباء.
لكن الصحيح أيضا أن التجربة المريرة التى مرت بها شعوب هذه الدول سوف تترك آثارها بالتأكيد على سلوك الناس، خاصة فى مثل هذه المجتمعات التى عرفت بعض دولها (مثل إيطاليا) الثمن الفادح للاستهتار فى البداية بالوباء، والتى تحملت دولها مع أمريكا أكبر الخسائر فى المصابين والوفيات. والتى تعلمت كلها ألا بديل عن الالتزام الكامل بالتعليمات من ناحية والصرامة فى معاقبة المخالفين من جانب آخر.
إنهم يحاولون الآن البدء فى مسيرة العودة لحياة طبيعية أو شبه طبيعية، لكن الأمر ليس سهلا.. الخطر مازال ماثلا، والعلاج مازال بعيدا، واللقاح المنتظر موعده فى العام القادم.. وقبل ذلك هناك تحذيرات من موجة ثانية قد تكون أعنف وأشد شراسة إذا لم تتم إدارة الفترة الصعبة خلال الشهور القادمة بكل حذر وبدون تسرع فى إجراءات رفع الحظر أو استهانة فى الالتزام بالتعليمات.
فى الشهر القادم ستكون هناك خطوات أوسع نحو إنهاء الكثير من الأوضاع  الاستثنائية. ستعود المطاعم والمقاهى والمقاصد السياحية للعمل فى ظل إجراءات مشددة تضمن الحفاظ على المسافات بين الناس وتطبيق كل شروط السلامة التى تعودوا عليها. البعض يأمل أن تعود بعض الحيوية لمدن لم تكن تعرف إلا البهجة التى تغمر أيامها ولياليها. لكن الأرجح أن تظل تلك الآمال سجينة ترقب الأسوأ من فيروس عنيد، وأن تظل رهينة الخوف الذى سكن النفوس، والتجربة الأليمة التى لن تختفى آثارها بسهولة، كل المؤشرات تقول إن العودة لن تكون سهلة، ولا سريعة.