فى الصميم

كورونا تتسكع فى البيت الأبيض!

جلال عارف
جلال عارف

الوقت غير مناسب على الإطلاق لظهور «كورونا» وهى تتسكع فى البيت الأبيض!.. الرئيس ترامب بدأ يستعيد شيئا من الفعالية لحملته الانتخابية أملاً فى فترة رئاسية ثانية. وأمله الأساسى أن يتجاوز الآثار الكارثية لانتشار فيروس «كورونا» وأن يبعد عن نفسه مسئولية الأداء السيئ منه ومن إدارته فى مواجهة الفيروس القاتل.

السلاح الأساسى الذى يعتمد عليه ترامب هو استعادة شىء من النشاط الاقتصادى بعد أن وصلت الأوضاع إلى مرحلة الخطر مع إضافة أكثر من عشرين مليون أمريكى إلى سجل العاطلين، وأزمة هى الأسوأ منذ قرن من الزمان، ومصانع مغلقة ومنتجات زراعية لا تجد من يشتريها، وتحذيرات من الأسوأ إذا استمرت الأزمة أو تضاعفت مخاطر الوباء.

يحاول ترامب خلق أجواء من التفاؤل بالحديث عن أدوية جديدة لم تثبت فعاليتها، وعن انحسار للوباء يسمح باستئناف النشاط، بينما يجد ـ على الجانب الآخر ـ تحذيرات من الأطباء والعلماء «ومنهم كبير خبرائه فاوتشى بضرورة عدم التسرع والاستعداد لموجة ثانية للوباء فى الخريف القادم قد تكون أشد وأقسى.

آخر ما يحتاجه ترامب فى هذه الظروف أن يبدو البيت الأبيض ـ رغم كل الاحتياطات ـ مرتعاً لفيروس كورونا. الكشف عن إصابة أحد حراس ترامب بالفيروس أظهر أن هناك 11 إصابة بين عناصر الخدمة السرية فى البيت الأبيض وأن ستين عنصراً آخر فى الحجر الصحى!

الكشف عن إصابة موظفين قريبين من الرئيس ونائبه أدى إلى أن يوضع أعضاء خلية إدارة الأزمة ـ بمن فيهم كبير الخبراء فاوتشى ـ رهن الحجر الصحى الذاتى. اضطر ترامب للخضوع لفحص كورونا يوميا ولرفع تقديراته عن ضحايا الوباء إلى 95 ألفا (يعرف الخبراء أن الرقم سيكون أكبر بكثير)..

أصبح الحذر هو سيد الموقف عند الحديث عن استعادة كامل النشاط الاقتصادى أو التنبؤ بقرب الخلاص من الوباء بينما «كورونا» تتسكع داخل البيت الأبيض!