رغم التحذيرات من الزواج العرفي وضحاياه، مازالت بعض النساء تنخدع فيه وتقع فريسة للرجال عديمي المبادئ وقليلي الدين، والذين شبهتم استشاري العلاقات الأسرية د.ندى الجميعي، بـ"الرجل العنكبوتي" لكونه مثل الصياد، ينتظر الفريسة الضعيفة المترنحة التي تحتاج إلى المشاعر والأمان.
وأضافت د.ندى الجميعي، أن هذا الرجل العنكبوت يبدأ في نسج خيوطه حول فريسته، متظاهرا بالحب والحنان، ويبدأ مستمعا جيدا لها حتى تظن أنه فارس الفرسان وتضعف أمام كلامه المعسول، وتستسلم لخداعه وتقع في شباكه.
وسردت الدكتورة ندى الجميعي بعض القصص لسيدات تضررن من الزواج العرفي، ومنهن السيدة "س. ت" حيث أقنعها أن طليقها قد يطالب بحضانة الأولاد إذا ما عرف بزواجها، وبالفعل وبعد الزواج حملت، ولكن الرجل المخادع أنكر هذا نسب الطفل، وطلب منها أن تجهضه وعندما رفضت ذهب ولم يعد.
وعلقت الدكتورة ندى، قائلة: "أحيانا تقع المرأة بين حيرة الأولاد أو الحب والزواج وتختار أن تمسك العصا من المنتصف وتحتفظ بأطفالها والولاية عليهم، وأيضا تختار الزوج ولكن لا تدرك أن هذا الرجل لن يتزوجها أكثر من شهرين آو ثلاثة للمتعة فقط وليس للاستقرار.
وهناك قصة أخرى، روتها «الجميعي» وهي لفتاة ادعى «ا. ف» تبلغ من العمر 18 عام، والتي وقعت في فخ الزواج العرفي من شاب بعد أن خدعها بحجة أنه لن يستطيع أن يتزوجها في الوقت الحالي، و"زاد الطين بلة" بعد أن ضغط أهلها بعد ملاحظة التغيرات الواضحة عليها، فاعترفت لهم وما كان من الأب غير أنه ذهب لعنوان أهل الشاب؛ ليكتشف أن هذا العنوان من وحي الخيال واختفى الشاب المخادع إلى الأبد.
ولفت إلى أن هناك قصص كثيرة لضحايا الزواج العرفي تحت شعار الحب، من رجال يعرفون جيدا أن قلب المرأة يلين أمام الكلام المنمق والمعسول؛ فيغزو أذنها بالكلام المعسول ويتغلغل داخلها بالحديث عن مفاتنها، وأنه لا يستطيع العيش بدونها ويطلب منها التضحية، فتستسلم أحيانا وتقع في الشبكة.
ونصحت د.ندى الجميعي الفتيات والسيدات، قائلة: «من يريدك حقا فلديك باب يستطيع أن يطرقه ويدخل ويتحدث إلى أهلك ولكن أوهام الحب قبل الزواج ستجعلك تخسرين كل شئ وعندما تتخلين عن جسدك في سبيل إرضاء هذا الرجل؛ تأكدي أنه أول من سيلقي بك إلى التهلكة ويتخلى عنك؛ لأن من يحبك ويرغب في التقرب إليك عليه أن يعززك ويخاف عليكي من نفسه، أما من يستحل شئ ينقص من قيمتك أمام أعين الناس، تأكدي أنه لا يحبك، بل إنه فقط يحب الشهوة وبمجرد إشباعها سيهرب بعيدا؛ لذلك تأكدي أن من يطلب منك الزواج العرفي، يرغب فقط في المتعة وليس الزواج الفعلي الذي أحله الله عز وجل بالسكينة، فاختاري زوج تثقي به وتستطيعي أن تعيشي معه العمر بأكمله، وتريثي جيدا في الاختيار».