صدر العباسية.. حصن مواجهة الفيروسات منذ 1936

موظف وطبيبة يحددان أدوار المرضى .. تصوير جان نجاح
موظف وطبيبة يحددان أدوار المرضى .. تصوير جان نجاح

الأطقم الطبية: نعالج كل الأمراض الوبائية.. حياتنا ثمن مهنتنا..وإجراءات وقائية مشددة للمريض قبل الطبيب

بجوار حميات العباسية، يوجد مستشفى صدر العباسية، الأكثر تقدمًا فى علاج وتشخيص الحالات المصابة بفيروس كورونا باعتباره من الأمراض التنفسية، واعتادت المستشفى على رصد وعلاج هذه الأمراض منذ زمن بعيد.
بمجرد الدخول للمستشفى يتوجه أى مريض إلى قسم الاستقبال يحرص أكثر من موظف على تسجيل بيانات المرضى وملء استمارة لهم وإعطائهم كمامة لارتدائها ودورا للدخول للطبيب، ثم ينتظرون على مقاعد متفرقة خشية انتقال أى عدوى لحين أن يأتى دورهم.
موظف وطبيب
على باب العيادة يتواجد موظف يجمع استمارات المرضى فى يده يحرص على ترتيبها وفقًا لأولوية الحضور، وينادى على كل من يحين دوره للكشف أمام الطبيب، بمجرد أن يجتاز المريض الموظف يأخذ استمارته فى يده ليستقبله طبيبان بغرفة الفحص.
بداخل غرفة الفحص يحرص الطبيب أشرف محمد أخصائى الصدر فى المستشفى على ارتداء غطاء زجاجى على رأسه ووجهه وجوانتي، قبل أن يشرع فى استقبال مرضاه وبجواره جهاز كمبيوتر يعرض عليه أشعة المرضى لتشخيصهم بكورونا من عدمه.
فور وصول المريض يجلس أمام الطبيب يستمع إلى شكواه يطبق عليه بروتكول حالات الاشتباه بالفيروس: بنطلب عمل الفحوصات اللازمة للمريض المشتبه فى إصابته بالفيروس نطلب تحاليل صورة دم ووظائف كلى وكبد، وأشعة عادية وأشعة مقطعية على الصدر، لو الحالة تتوافق مع حالة الاشتباه حسب بروتوكول وزارة الصحة، يتم سحب المسحة الخاصة بالفيروس من المريض وحجزه فى المستشفى، ونبدأ البروتوكول العلاجى الخاص بالفيروس، وإذا جاءت نتيجة العينة إيجابية يتم تحويله لمستشفى العزل.
تشابه الأعراض
لتشابه الأعراض بين فيروس كورونا والأمراض الصدرية الأخرى يجعل الطبيب فى حيرة وعلى حذر فى التشخيص لمرضاه فيقول: «بييجى مرضى كتير منهم مرضى صدر عادي، بنشوف المريض وشكواه، وهل تتوافق مع أعراض كورونا وتعريف الحالة، ولو جاءت الأشعة بها التهاب رئوى يتم سحب عينة منه وحجز المريض، لحين ظهور نتيجة العينة ما بين 6 إلى 48 ساعة، ولو طلعت إيجابى بيتحول للعزل.
ويشير إلى أن حجز المرضى فى 4 مبانى بالمستشفى كل مريض له غرفة ويقوم الأطباء بمتابعة الحالات وإعطائهم الأدوية التى تستخدم فى علاج الكورونا ومنها البلاكونيل مع أدوية أخرى حسب خطورة الحالة.
يعمل الطبيب يوميًا 12 ساعة وفى بعض الأحيان يقضى اليوم بأكمله فى المستشفى، اضطرته ظروف الفيروس إلى بذل مجهود مضاعف لم يسبق له أن قابل مثل هذا الوباء منذ 10 سنوات قضاها فى المستشفى: هذه أكبر أزمة وبائية تعاملت معها لأننا نتعامل مع مرض ليس له علاج أو مصل حتى الآن وسهولة انتقاله بمجرد اللمس.
مضى أخصائى الأمراض الصدرية، شهرا متواصلا فى العمل بالمستشفى لا يغادره لرؤية أطفاله وأسرته بكفر الشيخ، مقررًا قضاء باقى شهر رمضان فى عمله يواجه الفيروس الغامض.
تشخيص مشترك
بجواره تجلس الطبيبة آية عادل أخصائية طب الأطفال، التى حرصت على العمل فى الكشف عن المصابين بكورونا، بعد أن تم إغلاق قسم الأطفال فى المستشفى مع بداية الأزمة،للعمل فى الاستقبال والطوارئ لمواجهة أى إصابات.. يحرص الطبيبان أشرف وآية على تبادل الآراء حول الحالات لتحديد إن كانت مصابة من عدمه، يفحصون الأشعة الصدرية للمرضى سويًا، وفى النهاية يستقرون على رأى واحد.
بسبب تخصصها تستقبل الطبيبة حالات الأطفال، تعمل على تشخيصهم بدقة: بتيجى حالات أطفال ومش بنحجز كتير منهم، ولو شكينا إنه حالة اشتباه بنسبة كبيرة يتم حجزه، ونسحب له العينة ويأخد أدوية شراب، ولو طلع إيجابى بيتحول للعزل، ولو طلع سلبى يتم إعادة المسحة له.
وتقول: شئ وارد العمل فى غير تخصصي، بس مضطرين نعمل كده، وعلشان خطة الطوارئ فكلنا شغالين مع بعض رغم ما نواجه من مخاطر..وتضيف أنها ترتدى جميع الملابس الوقائية وتحرص على تعقيم يديها بين كل مريض وآخر وارتداء الكمامة والعازل الزجاجى على وجهها، والدنيا تسير بشكل جيد رغم هذه الإجراءات إلا أن الطبيبة تحرص على غسل يديها بالماء والصابون بعد كل فحص لمريض ورغم وجود مطهر أمامها تعتاد تعقيم يديها باستمرار رغم ارتدائها «الجوانتي».. رغم أنها خريجة 2017 فهى تمكث فى المستشفى منذ 4 أشهر لا تغادره، فهى تعيش بمفردها حاليا بعد بدء أزمة كورونا، حتى لا تعدى أحدا من أسرتها: «هذا تمن مهمتنا ومتقبلين الوضع».
5ج ، د
وتوضح أنه إذا جاءت نتيجة عينة الفيروس إيجابية يتم حجز المريض فى أقسام 5 ج، 5د، ويتم نقلهم لهذه الأقسام عن طريق مسار خاص تجنبا لنقل العدوى لحين نقله إلى مستشفى العزل.
بجوار غرفة الفحص توجد غرفة مجاورة يجلس فيها مجدى إيليا فنى معمل يعمل على سحب عينات الفيروس بعد أن يقرر الطبيب ذلك:بناخد مسحات والنتيجة بتطلع خلال 48 ساعة، لو إيجابى بيتحول لمستشفى العزل ولو سلبى يذهب لمنزله.
قبل أن يبدأ فى سحب العينات يرتدى فنى المعمل ملابسه الوقائية من ماسك وعازل زجاجى و»جوانتي» ويحرص على أن تكون هناك مسافة بينه وبين المريض: بنأخذ المسحة بحرص، ولم يصب أحد من فنيين المعمل بسبب اتباع الاجراءات الوقائية.
يقول مجدى إنه يسحب فى اليوم مايقرب من 40 عينة ما بين مسحة أنف وفم وعينة بصاق بالإضافة إلى عينات الدم التى تسحب من المرضى.
أوبئة كثيرة
يعمل الفنى مع 13 من زملائه فى معمل المستشفى، يساعده فى الشيف الواحد 4 من زملائه لكثرة العينات التى يسحبها من المرضى، وحين عودته لأهله بعد يوم عمل شاق يبدأ رحلة وقائية جديدة عند دخول منزله بعمل إجراءات وقائية تانية فى البيت منذ دخول المنزل والتطهير والاستحمام ووضع ملابس فى كيس بعيدًا عن ملابس الأسرة، ولا أسلم على أحد منه عشان أحميهم.
الإجراءات الوقائية لا تقتصر على الأطقم الطبية فقط، بل يحرص محمد عبدالرحمن، عامل نظافة، على اتخاذ إجراءاته الوقائية بلبس الجوانتى وأضع الماسك على وشى وبدخل العنابر وغرف المرضى ومبخافش من المرضى لأنى متعود عليهم، لكن باخذ المخلفات من بعيد لبعيد.
يعمل عبدالرحمن فى المستشفى منذ 14 عامًا، عاصر فيها أمراضا كثيرة، لكن وضع كورونا بالنسبة لى مختلف من حيث انتقال العدوى..»مش خايف على أسرتى ومسلمها لله»، قالها عامل النظافة بإيمان شديد لكن أكد أنه لابد من أخذ الحذر أيضا والاحتياطات تتمثل فى تغيير ملابسه قبل مغادرة المستشفى وتركه فيه، والاستحمام وتعقيم نفسه فور الوصول للمنزل.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا