فى الصميم

فى عالم كورونا العدالة قبل الثراء !!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

جمعت أوروبا حوالى ثمانية مليارات يورو دفعة أولى لدعم العمل المشترك من اجل التوصل الى علاج لفيروس «كورونا» والى اللقاح او المصل المطلوب لمواجهته ولتمويل البحث العلمى فى هذا المجال بكل الامكانيات اللازمة.
الاشارة واضحة الى أن الجهد المطلوب كبير والى أن التكاتف ضرورى لأن الخطر لايستثنى أحدا. والتحرك ينطلق من أن الطريق مازال طويلا وأن أمام العالم شهورا أو سنوات ستكون صعبة حتى ينجح العالم فى فك اسرار الفيروس اللعين والتوصل الى العلاج الشافى واللقاح الواقى لانهاء المأساة.
الخطوة الاوروبية تفتح الباب لتعاون أكبر يعيد ترتيب الاولويات فى عالم الطب والدواء ويصحح أخطاء ترك هذه القضية الحيوية لقواعد السوق الرأسمالى وحسابات الربح والخسارة المعتادة.. ولن تكون المهمة هنا سهلة كما يبدو الأمر والعالم فى قلب الازمة فالاحتكارات لن تستسلم بسهولة والطريق مازال مليئا بالعقبات حتى نصل الى «عولمة» اكثر انحيازا للانسانية كشرط للبقاء والتقدم.
فى المعركة ضد «كورونا» قد يكون توفير التمويل اللازم للبحث العلمى عن لقاح او علاج خطوة اساسية. لكن سيبقى الأهم أن يضمن العالم أن يصل اللقاح أو العلاج عند اكمال المهمة الى كل البشر بمقياس العدالة لا بمقياس الثراء أو القوة. سيحتاج الأمر لرصد الاموال اللازمة ووضع النظام الكفيل باستغلال كل الامكانيات المتوافرة فى العالم للانتاج، ثم لضمان التوزيع العادل على الجميع.
ومن الانصاف هنا أن نشير الى جهد كبير فى مجال انتاج الأمصال واللقاحات بذلته مصر فى السنوات القليلة الماضية بعد فترة طالت من عدم الاهتمام الذى طال كل الصناعات الوطنية. بالطبع سنحتاج لمضاعفة الجهد والدعم لكل ما يتعلق بصحة المواطن. درس «كورونا» يضع العالم كله امام حقيقة لم يعد ممكنا تجاهلها : حياة البشر أغلى من أن تترك لمنافسة الشركات الاحتكارية وحسابات الربح والخسارة التى جعلت دولا كبرى تمارس حرب العصابات وتجند كل امكانياتها لكى تحصل على شحنة من الكمامات!!