فى الصميم

«كورونا» غيرت قواعد اللعبة!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

خرج الرئيس الأمريكى ترامب من البيت الابيض لأول مرة بعد خمسة أسابيع كاملة لم يغادر فيها مقر رئاسته.. «الشديد القوى» هو الذى أجبره على الخروج فالانتخابات اقتربت والحملة الانتخابية لابد من استئنافها، والموقف لم يعد كما كان قبل «كورونا» حيث كانت كل التوقعات تصب لمصلحته، وكان هو يتصرف وكأن المعركة محسومة!!
تصدر الولايات المتحدة لقائمة الدول المنكوبة بالوباء وضع ترامب فى موقف حرج من ناحية كشفت الشهور القليلة الماضية عن ادارة فى غاية السوء للأزمة ومن ناحية ثانية أطاحت «كورونا» بكل ما كان يعتمد عليه ترامب من نتائج اقتصادية ايجابية ليجد نفسه أمام ثلاثين مليون عاطل حتى الآن، وأمام أكبر تراجع اقتصادى منذ الأزمة الاقتصادية الكبرى قبل الحرب العالمية الثانية.
وسط الأزمة ظل الرئيس ترامب يحاول التشبث بانتظار معجزة طبية تنقذ الموقف أو معجزة اقتصادية توقف التدهور. مع اقتراب الانتخابات يبدو أكثر ادراكا لدقة الموقف. تراجع عن التقديرات «المتفائلة» التى بدأت بالوعد بالقضاء على الوباء فى أسابيع ثم بالحديث عن رقم لايتعدى 60 ألفا من الضحايا ليتحدث الآن عن مائة ألف ضحية وهو الحد الادنى الذى كان قد قدمه الخبراء وليكون اقصى مايعد به ان يكون هناك لقاح فى نهاية العام «اى بعد الانتخابات!!» وليأمل ان يكون العام القادم افضل اذا حصل على ولايته الثانية فى البيت الابيض.
قلة الاوراق التى بقيت فى يد ترامب تدفعه  للتركيز على الصين وتحميلها المسئولية الكاملة عن مأساة «كورونا» لكن الحسم سيبقى لقضايا الداخل ولتطورات الحرب ضد كورونا التى غيرت قواعد اللعبة لتصبح اللاعب الاساسى فى السباق الجديد للبيت الابيض الذى كان شبه محسوم لصالح ترامب قبل بضعة شهور!!