وقع اختيار الملك فاروق على " ناريمان " لتكون زوجته ، ولاحظ ضعفها في اللغة الفرنسية وهي لغة قصور الملوك والسفراء والطبقات العالمية ، فأوفدها إلى أوروبا في بعثة تستغرق عاما لتتعلم كيف تكون ملكة .

أراد فاروق أن تدرس ناريمان الموسيقى وأن تتعلم كيف تتكلم كالملكات وأن تجمع معلومات عامة كثيرة لتستطيع عندما تصبح ملكة الإلمام بما يدور في العالم .

وسافرت ناريمان إلى روما وصدرت التعليمات إلى السفير " عبدالعزيز بدر " ألا يعاملها كملكة ولا خطيبة الملك ولكن يعتبرها ابنة أخته .

وقال فاروق في مذكراته عن وداع ناريمان " كنت أشفق على هذه الفتاة الصغيرة وهي تعد نفسها لمواجهة المسئولية الضخمة .. مسئولية ملكة مصر وسيدتها الأولى ، وكنت في قرارة نفسي أعتقد أن عاما واحدا لا يمكن أن يكفي ليحول ناريمان إلى ملكة " .

وكان السفير المصري يبعث تقارير عن ناريمان ومدى تقدمها وكان يثني عليها ثناء عجيبا أدهش فاروق لدرجة أنه لم يصدق أن ناريمان تستطيع أن تحقق هذا التقدم الرائع وأن تعرف كيف تصبح ملكة وتتصرف وتتحدث وتعيش كملكة في سبعة شهور .

ولما عادت ناريمان أيقن فاروق أن تقارير سفيره في روما كانت صادقة ، وما كاد يراها ويتحدث إليها ويختبرها حتي أصابته الدهشة ، فقد استطاعت اتقان الفرنسية كتابة وحديثا ، وحفظت قوانين البلاط وإجراءاته وقواعد الإتيكيت الدبلوماسي والبروتوكول الملكي ، وصارت تتحدث في النظريات الحديثة عن الموسيقى .

شعر فاروق بالسعادة والاعتزاز عندما رأى ما حققته ناريمان وأعلن 11 فبراير 1951 موعدا لعقد الزواج .

الأخبار 17 نوفمبر 1952