فى الصميم

معــنى «التعـــــــايش» فى الحرب ضد كورونا

جـلال عـارف
جـلال عـارف

 لا ينبغى أن يفهم البعض خطأ كلمة «التعايش» التى بدأ استخدامها فى الحديث عن فيروس كورونا!! لابد أن يدرك الجميع أن المقصود هو «التعايش» مع حالة حرب سوف تستمر حتى نعبر - مع العالم- الأزمة وينزاح هذا الكابوس.
نحن والعالم ندرك أن المعركة صعبة وطويلة. أكرمنا الله ومررنا بمرحلة صعبة فى المواجهة بأقل الخسائر. وعلينا أن نواصل المعركة ونحن - والحمد لله - أكثر استعداداً لمرحلة قد تكون أصعب لكننا قادرون على تجاوزها بالتزام التعليمات وبتحمل ما فرضته الأزمة من تبعات قاسية على الجميع.
 لابد أن ندرك أننا نقاتل عدواً شرساً لم يكتشف العالم حتى الآن علاجاً أساسياً له. كل ما توصلنا له هو أدوية مساعدة للتعامل مع الآثار القاسية للفيروس، أمامنا وقت ويلزمنا جهد مضاعف للتوصل إلى لقاح أو علاج. وحتى ذلك الوقت يبقى الخطر ماثلاً على الجميع.
العالم كله يسعى لتوفيق أوضاعه مع هذه الحقائق. كل دولة تقدر ظروفها الخاصة وتتخذ القرارات التى تضمن أولاً سلامة المواطنين، ثم - بعد ذلك - تسعى لاستعادة القدر الضرورى من نشاط المجتمع وبث الحياة فى شرايين الانتاج والعمل.
الدولة تبذل الجهد لكى تكون مستعدة لجميع الاحتمالات، لكن ذلك لا يكفي. لابد من وعى كامل من جانب كل مواطن بحجم المخاطر وبأن الالتزام بالتعليمات وحده هو الذى يعبر بنا الأزمة. أطباؤنا والأطقم المعاونة يبذلون أقصى الجهد وينتظرون أقصى الدعم. الحفاظ عليهم وعلى نظامنا الصحى لا يتوقف فقط على جهد الدولة لتوفير كل احتياجاتهم، ولكن أيضاً على جهد المواطن باحترام التعليمات والحرص على الالتزام بإجراءات الوقاية حتى نخفف العبء ونبتعد ببلادنا عن أى سيناريوهات سيئة.
فليكن  التعايش  كاملاً مع حرب لا مجال فيها للتهاون أو الاستهتار حتى نعبر الأزمة ونقهر - مع العالم - الفيروس القاتل.
سلمت مصر من كل شر.