د. سامى عبدالعزيز| أتعامل مع الأزمات برؤية تحليلية وأواجه الحظر المنزلى بالتأمل والتكيف

د. سامى عبدالعزيز أستاذ وخبير الإعلام
د. سامى عبدالعزيز أستاذ وخبير الإعلام

هو واحد من أهم أعمدة الإعلام فى مصر.. جمع بين النجاح الأكاديمى كأستاذ جامعى قدير.. وبين التطبيق العملى فى تخطيطه للعديد من الحملات الاعلامية القومية الكبرى، خبير الإعلام الكبير د.سامى عبد العزيز أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة.. والذى تحدثت معه عن آثار أزمة كورونا على حياته الخاصة، ورؤيته لها كخبير ومحلل إعلامى..

رغم قسوة أزمة كورونا التى يعيشها العالم واضرارها، إلا أنها كانت فرصة لظهور إيجابيات كثيرة، وبحكم، طبيعتى ومهنتى، فقد تأثرت بالأزمة على ٣ مراحل، الأولى مع بداية الأزمة وهى مرحلة عصيبة، شعرت فيها بالملل الشديد بسبب سلب الحرية، وتغير نمط الحياه، أما المرحلة الثانية فكان بها تأمل أكثر، واخترت خلالها مهربا جميلا، هو ادمان مشاهدة الأفلام العالمية، لأكتشف فجأة أن أفلام الخيال العلمى الشهيرة، لم تعد تبهرنى.

< ............... ؟

- أما المرحلة الثالثة فهى مرحلة التكيف الطبيعى، والتى أكثر من أولادى وزادت مساحة الحوار بيننا، واكتشفت لديهم كثيرا من الوعى والذكاء والثقافة، وفى نفس الوقت اكتشفت تأثرهم بالتوجهات الغربية تجاه بعض المفاهيم الثقافية المصرية، فكان وجودنا معا بالبيت فرصة لفتح الحوار وتغيير المفاهيم، فالحوار يؤدى لفهم الطرف الآخر والتقارب معه.

< ............... ؟

- أرى أن الإعلام المصرى بدءا من أزمة السيول وانتهاء بأزمة كورونا، بدأ يخطو خطوات جيدة فى اتجاه نقل الواقع، والتواصل بين السلطة التنفيذية والمواطن بالاعلان عن الارقام وخطط الدولة بشفافية، فازداد تقارب الشعب مع الحكومة، وزادت مساحة ارتباط المواطن بالاعلام المصرى، وفقد الاعلام المضاد قيمته.

< ............... ؟

- السخرية على صفحات الفيسبوك، وصلت للذروة فى بداية الأزمة، لكنها تراجعت بعد أن اكتشف الناس خطورة الكارثة، وبعد أن رأوا وسمعوا عن وقوع الضحايا حولهم، وأنا أعتبر هذه السخرية نوعا من أنواع التنفيس، وجزءا من طبيعة المصريين، بل أننى شخصيا وجدت بها جوانب ابداعية رائعة.

< ............... ؟

- فى اطار الرؤية التحليلية أيضا نجد أن مبادرات الدولة لدعم المواطن ساهمت فى مزيد من التقارب بين الشعب والحكومة ، مثل مبادرة دعم قطاع السياحة وتأجيل أقساط القروض، ومساعدة الأسر المتضررة، ومبادرات التكافل الاجتماعى، وزيادة دور المجتمع المدنى، والدور الوطنى والإنسانى الرائع للأطباء.

< ............... ؟

- صورة من صور الدبلوماسية الإنسانية الراقية قدمتها مصر حينما قدمت مساعدات بقدر استطاعتها لبعض الدول.

< ............... ؟

- الأزمات تعجل أحيانا بحدوث التغيير، وقد رأينا كيف غيرت أزمة كورونا سلوكياتنا تجاه افكار راسخة، مثل طقوس البذخ فى حفلات الزواج، وكيف تقبل المجتمع فكرة إتمام الزواج باحتفالات بسيطة للأهل فقط، وهو ما حدث بالفعل فى محيط أهلنا وأصدقائنا بعد أزمة كورونا.

< ............... ؟

- منذ مشاركتى فى تخطيط حملات اعلامية قومية كبرى، مثل حملة التسويق السياسى لجذب السياحة العربية (مصر قريبةً)، وحملة الاصلاح الاقتصادى «بالإصلاح الجريء نقصر الطريق»، وحملة قناة السويس الجديدة.

أصبحت أتعامل دائما مع الأزمات برؤية تحليلية، ولذلك فمعظم كتاباتى الأخيرة تركز على ماذا بعد الأزمة، والحقيقة أنه من الصعب التنبؤ بتطورات المستقبل، ولكن المؤكد أن شكل العلاقات الدولية سيتغير، وسيكون للضربة الاقتصادية التى حلت بالعالم دورا كبيرا فى تشكيل العلاقات الدولية الجديدة.

< ............... ؟

- نحن الآن فى حاجة لمناقشة السيناريوهات المختلفة للمستقبل، ووضع خطط لمواجهة التطورات المحتملة، بمشاركة عقول ورموز من كافة المجالات، مع التسويق الاعلامى لهذه الخطط وتعريف المواطن بدوره، حتى يكون شريكا فى التنفيذ.

< ............... ؟

- بعيدا عن تحليلى الإعلامى والسياسى لأزمة كورونا، فإن بقائى بالمنزل كان له أيضا بعد إنسانى جميل، حيث نشأت علاقة صداقة جميلة بينى وبين «بيانكينى»، وهو قط أبيض شيرازى جميل، وجدناه بجوار بيتنا فى الساحل الشمالى، واستضفناه عدة أيام، وحينما لم يظهر أصحابه، أحضرناه معنا للقاهرة، ليصبح تدريجيا فردا من أفراد الأسرة، وقد كان بقائى بالبيت فرصة لتقوية علاقة الصداقة بيننا، حتى أصبح لا يفارقنى حتى وأنا أؤدى الصلاة.

< ............... ؟

- بعكس الكثيرين، لم يزد وزنى خلال فترة الحبس المنزلى، فأنا بطبعى لست أكولا، كما أننى تعرضت مؤخرا لظروف صحية وأجريت جراحتين على يد الطبيب العبقرى، د.وسيم السيسى، وكانت فرصة للتعرف عن قرب على هذا المفكر والباحث وعالم المصريات الكبير.

< ............... ؟

- اشتقت جدا لأخواتى البنات، وأول شئ أنوى عمله بعد انتهاء هذه الأزمة وفك الحظر، هو زيارة أخواتى البنات وقضاء أطول وقت معهن « زى زمان».