دراسة: الزلازل والتسونامي يؤثران على الأيونوسفير بشكل كبير

الزلازل والتسونامي
الزلازل والتسونامي

يعرف الباحثون منذ عقود أن الزلازل وأمواج التسونامي ترسل موجات من ضغط الهواء إلى أعلى الغلاف الجوي للأرض، وهناك في طبقة الأيونوسفير، تشوش الأمواج إشارات (جي بي اس) وتتداخل مع الاتصالات اللاسلكية مثلما تفعل التوهجات الشمسية واتضح أن الزلازل يمكن أن تحاكي نشاط الشمس.

و أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Space Weather البحثية أن الزلازل والتسونامي قد يؤثران على الأيونوسفير أكثر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا.

في 11 مارس 2011 ، حدث زلزال بقوة 9.0 درجة بالقرب من الساحل الشرقي لجزيرة هونشو اليابانية ، وأطلق العنان لتسونامي عنيف وكذلك تموجات غير مسبوقة في منطقة التفاعل بين الفضاء والغلاف الجوي ، حسب الدراسة الجديدة ، الصادرة عن فريق علمي من المؤسسة الجامعية لبحوث الغلاف الجوي (UCAR) في مدينة بولدر ، بولاية كولورادو الأمريكية. 

باستخدام الأقمار الصناعية وأجهزة استقبال (جي بي اس)  الأرضية ، ألقى الفريق  العلمي نظرة فاحصة على ما حدث في طبقة الأيونوسفير فوق اليابان في أعقاب الزلزل، وكما هو متوقع ، حدثت اضطرابات في الأيونوسفير والمثير للدهشة  أن تلك الاضطرابات في الأيونوسفير لم تتلاشى بعد الزلزال والتسونامي الأولي ؛بل  استمرت لعدة ساعات أخرى والسبب: انعكاس التسونامي.

بحسب الدراسة انعكس التسونامي من مصادر متعددة مثل الجبال البحرية والجزر والتلال، وقد خلقت هذه الانعكاسات العديد من أنماط موجات تسونامي متحدة المركز في المحيط، ارتدت تلك الموجات ذهابًا وإيابًا عبر المحيط الهادئ ، وأبقت موجات التسونامي المنعكسة طبقة الأيونوسفير فوق اليابان مضطربه لمدة تصل إلى 46 ساعة

لقد اعتقد الباحثون ان الشمس فقط هي التي يمكن أن تتسب في اضطراب طبقة الأيونوسفير . فالتوهجات الشمسية تغرق الجزء العلوي من غلافنا الجوي بالأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية ، مما يرسل موجات التأين تتدفق عبر الأيونوسفير وهذا شىء مألوف، وتبين ان الزلازل والتسونامي لها نفس التأثير. فبحسب الدراسة فقد كانت الاضطرابات حول اليابان شبيهة بسلسلة من التوهجات الشمسية القوية من فئة إكس.

في بعض النواحي ،فإن التسونامي أسوأ،  فالاضطرابات التي تنتجها تستمر لعدة أيام ، وبسبب الانعكاسات ، يمكن أن تكون معقدة للغاية. فقد تسببت الموجات المنعكسة بالقرب من اليابان في عام 2011 في "وميض" فوضوي من إشارات الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالمي . 

مع بداية عام 2020 ، تشهد الشمس أعمق حد أدنى لنشاطها في القرن الماضي، حيث  لا توجد توهجات شمسية، وفي مثل هذا الوقت ، فإن الزلازل والتسونامي ، تحاكي طقس الفضاء في غياب الشيء الحقيقي - نشاط الشمس.  

الآن يفهم العلماء أكثر من أي وقت مضى كيف تؤثر تموجات التسونامي في أعلى  الغلاف الجوي  وتأثيرها في بيئة الفضاء حول الأرض أمر بالغ الأهمية.