جمال حسين يكتب: دماء الصائمين.. ورمال سيناء

الكاتب الصحفي جمال حسين، رئيس تحرير الأخبار المسائي
الكاتب الصحفي جمال حسين، رئيس تحرير الأخبار المسائي

قُبيل انطلاق مدفع الإفطار، ارتوت رمال سيناء بدماء 10 من خَيرِ أجناد الأرضِ؛ استُشهدوا أثناء أداء واجبهم المُقدَّس فى حفظ أمن مصر واستقرارها، عندما فجَّر الإرهابيون الخونةُ المدرعةَ التى تُقلّهم بعبوةٍ ناسفةٍ زرعوها فى طريقها.. لم تكن هذه هى المرة الأولى، فقد ارتوت رمال سيناء - قبل سنواتٍ - بدماء شهدائنا الأبرار؛ فى مذبحة رفح، أثناء حكم جماعة الإخوان الإرهابيَّة.. كما اختلطت دماء شهدائنا الأبرار بتراب أرض الفيروز، خلال حروب العِزةِ والكرامةِ حتى تمَّ تحرير أرض الأنبياء من دنس الاحتلال. 
ومن هنا تأتى أهميَّة سيناء لمصر والمصريين؛ لأنها تُعدُّ بمثابة القلب النابض لمصر على مر الأزمان والعصور.. ويبدو أن مسلسل «الاختيار»؛ الذى يُجسِّد بطولات القوات المسلحة والشرطة فى سيناء، أصاب جماعة الإخوان الإرهابيَّة بالجنون، ففقدوا صوابهم، وخططوا لإفساد فرحة المصريين بالمنسى ورفاقه، وقاموا بتفجير مُدرعة الصائمين فى بئر العبد.. لم يتخيَّل القطيعُ الإخوانى ذلك الالتفاف الجماهيرى الكبير، من ملايين المصريين، واحتفائهم بالمسلسل؛ الذى نجح فى تعرية هذه الجماعات الإرهابيَّة أمام الرأى العام، وفضح أفكارهم المُختلة، ومآربهم الخبيثة، فقاموا بتنفيذ هذه العمليَّة الإرهابيَّة الخبيثة.
الغريب أن تنظيمين إرهابيين، أعلنا مسئوليتهما عن الحادث؛ الأول كان تنظيم داعش، والثانى تنظيم «المرابطون»؛ الذى كان يتزعَّمه الإرهابى هشام عشماوى؛ الذى تمَّ إعدامه مُؤخرًا، عقب قيام نسور المُخابرات بإحضاره حيًا من ليبيا.. لكننا لا نلتفت إلى ذلك، لأننا نعلم أن كل تلك التنظيمات، خرجت من عباءة جماعة الإخوان الإرهابيَّة، وأن كل الإرهابيين الموجودين فى سيناء، يُدينون بالولاء والطاعة للتنظيم الدولى للإخوان، ولأجهزة الاستخبارات القطريَّة التركيَّة؛ التى تدعم كل هذه التنظيمات. 
وفور وقوع الحادث؛ الذى أحزن كل المصريين، قام خَيرُ أجناد الأرض بدك معاقل الإرهابيين فى بئر العبد؛ من أجل الثأر للشهداء، وبناءً على معلومات استخباراتيَّة أفادت تواجد البؤرة الإرهابيَّة بإحدى المزارع بشمال سيناء، قامت القوات بتنفيذ عمليَّةٍ نوعيةٍ، أسفرت عن قتل عُنصرين تكفيرىين شديدى الخطورة، وضبط إرهابى خطير، ومازال الرجال يُنقبون الصحراء؛ لضبط كل الإرهابيين، ولن يهدأ لهم بالٌ حتى يثأروا لزملائهم، وكى تبرد نار أُسرهم. 
أعتقد أن عمليَّة بئر العبد، جاءت لإفساد احتفالات مصر بذكرى حرب العاشر من رمضان المجيدة، وربَّما تكون رسالةً من الإرهابيين بأنهم موجودون، ومحاولةً من جانب التنظيمات الإرهابيَّة؛ لرفع الروح المعنويَّة لباقى عناصرها، وقد يكون  الحادث رسالةً من الإرهابيين إلى مموليهم بالخارج، بأنهم مازالوا يُنفذون خُططهم، وطلب إرسال الدعم والأموال. 
لقد رأينا كيف تحوَّلت مواكب وداع الشهداء إلى مظاهرات ضد الإرهاب والإرهابيين.. ونقول لهم بملء الفم، إن دماء الشهداء الزكيَّة ستظل تُلاحقكم حتى تُطهِّر البلاد من دنسكم، ونقول للجميع «إن كان فى أرضك مات شهيد، فيه ألف غيره بيتولد».. وبإذن الله سنسمع خلال الساعات القادمة من أبطالنا فى سيناء ما يُثلج صدورنا.