«اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني».. حكايات من شارع المعز

شارع المعز لدين الله الفاطمى 
شارع المعز لدين الله الفاطمى 

"اللى بنى مصر كان فى الأصل حلواني".. وفي ضوء ذلك  يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، أن الفاطميين جاءوا من بلاد المغرب العربى لبناء رابع مدينة إسلامية في مصر القاهرة الفاطمية على مساحة 340 فدانا، وكانت المدينة لها ثمانية أبواب لم يتبق غير ثلاثة  أبواب وأن معنى مقولة " إللى بنى مصر كان فى الأصل حلواني "، أن جوهر الصقلى مؤسس القاهرة كان والده من صقلية وكان تاجر حلوى.

 

ويتابع الدكتور ريحان أن شارع المعز لدين الله يبدأ من باب زويلة حتى باب الفتوح بطول 1200متر، وهو شارع يمثل قلب مدينة القاهرة القديمة والذي قامت وزارة السياحة والآثار بتطوير الجزء الشمالى منه والذي يبدأ ببوابة الفتوح ليكون متحفًا مفتوحًا للعمارة والآثار الإسلامية ويتبقى تطوير الجزء الجنوبي منه والذى يضم شارع الخيامية والمغربلين وباب النصر، كما يمتد شارع المعز إلى شارع الجمالية من ناحية الشرق ويتقاطع عرضيًا مع شارع جوهر القائد وشارع الأزهر.

 

ويشير الدكتور ريحان، إلى أن الشارع يضم عدة آثار تبدأ من الشمال بباب الفتوح، جامع الحاكم بأمر الله،  مسجد وسبيل وكتاب سليمان أغا السلحدار، منزل وقف مصطفى جعفر السلحدار، الجامع الأقمر، سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا، قصر الأمير بشتاك، حمام السلطان إينال، المدرسة الكاملية، سبيل محمد على بالنحاسين، مسجد ومدرسة الظاهر برقوق، مجموعة السلطان قلاوون، مدرسة وقبة نجم الدين أيوب، سبيل وكتاب خسرو باشا، مسجد ومدرسة الأشرف برسباى، مجموعة السلطان الغورى، سبيل محمد على بالعقادين، جامع المؤيد شيخ، وكالة نفيسة البيضاء، سبيل نفيسة البيضاء، باب زويلة هذا علاوة على معالم شارع المعز مع الشوارع المتقاطعة ومن أمثلتها تقاطعه مع الجمالية حيث بيت السحيمى ووكالة بازرعة.

 

ويوضح الدكتور ريحان إلى أشهر آثار شارع المعز لدين الله، وهي مجموعة السلطان قلاوون أنشأها السلطان المنصور قلاوون الصالحى فيما بين عامى 683 - 684هـ ، 1284- 1285م على أطلال القصر الفاطمى الغربي، وتتكون المجموعة من مسجد وبيمارستان (مستشفى) زودت بالأطباء والصيادلة فى جميع التخصصات، وقبة دفن بها السلطان تعد من أجمل قباب القاهرة تعكس أروع العناصر الزخرفية  الخشبية والرخامية والجصية والزجاجية الملونة فى العصر المملوكى، ومدرسة لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة ومئذنة تعد من أضخم مآذن مصر  .

ويقول المرشد السياحي محمد مصطفى، إن بناء المجموعة تم على يدى المهندس القبطى سنجر الشجاعي وباب المدخل الرئيسي مصنوع من الخشب المغطى بالنحاس يعلوه نص تأسيسي لتاريخ المجموعة وألقاب السلطان يعلوه ثلاثة شبابيك يعلوها صليب كنوع من أنواع التكريم للمهندس القبطي.

 وتعد قبة الدفن ثاني أجمل مكان للدفن فى العالم بعد تاج محل فى الهند لأنه جمع الحضارة المصرية فى مكان واحد حيث الأعمدة المصرية القديمة والأعمدة اليونانية الرومانية والزخارف القبطية والفن الإسلامي، وتستند القبة على أربعة أعمدة أساسية وأربعة فرعية وغطيت الحوائط بفسيفساء من الصدف المعشق بالرخام ودفن بها السلطان قلاون وابنه الناصر محمد المسجد، وتتكون المدرسة من صحن مكشوف وأربعة إيوانات أكبرهم إيوان القبلة وكانت هذه المدرسة لتعليم الفقه وأيضًا الطب والهندسة والفلك ويزين المحراب فسيفساء مسيحية .