فى الصميم

حتى لا يستولى الأغنياء على اللقاح المنتظر!!

جلال عارف
جلال عارف

التنافس محتدم فى المختبرات العالمية من أجل التوصل إلى اللقاح المضاد لفيروس «كورونا». أكثر من مائة مشروع لقاح وصلت إلى مراحل متقدمة منها عشرة فى مراحل التجارب السريرية وهى الخطوة الأخيرة التى تكتمل بها مراحل الاختبار.
آخر إعلان عن الاقتراب من تحقيق الأمل كان من شركة «فايزر» الأمريكية التى قالت إن اللقاح الذى يعمل خبراؤها عليه سيكون جاهزا بحلول الخريف القادم، ولكنه لن يكون متاحا للاستخدام على نطاق واسع إلا مع نهاية العام. ومع ذلك قد قالت الشركة إنه يمكن فى حالات الطوارئ أن يبدأ الإنتاج الواسع فى الخريف.
تنضم الشركة لمثيلاتها فى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وغيرها فى هذا السباق من أجل الخلاص. وتزداد الأهمية مع ارتفاع أعداد المصابين والضحايا من فيروس «كورونا»، ومع التوقعات الطبية باحتمال كبير لموجة ثانية من هجوم الفيروس فى الخريف والشتاء القادمين قد تكون أشد وأعنف إذا لم نجد الحل الطبى. وكان آخر المحذرين من ذلك هو كبير مستشارى ترامب للشئون الطبية الشهير «فاوكشى».
كانت هناك - ومازالت - دعوات عديدة للتعاون بين الدول والشركات العالمية فى مجال البحث عن لقاح لكن التنافس ظل هو المسيطر لكن الأخطر هو أن يتحول اللقاح عند إنتاجه إلى مشروع للربح، أو إلى مجال لممارسة نفوذ الدول الكبرى، وقد رأينا من قبل كيف عرضت أمريكا احتكار جهد متقدم لشركة ألمانية فى هذا المجال، وكيف رفض المسئولون الألمان.
المطلوب التحرك المبكر لدعم الجهود لاستصدار قرار دولى باتاحة اللقاح عند إنتاجه للجميع وبالمجان إذا أمكن على أن يتم التمويل تحت اشراف المنظمات الدولية، وبصورة تضمن أن يذهب اللقاح للشعوب الفقيرة مع الغنية على قدم المساواة.
ما حدث فى «حرب الكمامات» التى لجأت فيها قوى كبرى لحرب العصابات من أجل توفير حاجتها من الأقنعة الواقية، يجبر العالم أن يتحرك من الآن لتنظيم عملية إنتاج اللقاح المنتظر وتوزيعه بما يحقق العدل وينتصر للإنسانية.