ابتكار جهاز يكافح التلوث البحرى ويطهر الشواطئ

الباحث أحمد عبد المنعم محمود عسران
الباحث أحمد عبد المنعم محمود عسران

ابتكر الباحث أحمد عبد المنعم محمود عسران جهازا لمكافحة التلوث البحرى ينتشل المواد البترولية من قاع البحر قبل أن تطفو على سطح المياه ويحافظ على الثروة السمكية وتطهير الشواطئ ويساعد على حماية البيئة من التلوثات والأعشاب المرجانية، وقد فاز هذا الابتكار بالمركز الأول فى معرض ومسابقة مبتكر الجنوب بجامعة سوهاج.. التقيناه فى هذا الحوار للتعرف على تفاصيل ابتكاره..

> ما فكرة هذا الجهاز وطريقة عمله؟

يعمل الجهاز لمدة ٢٤ ساعة متواصلة ويعمل عليه فردان أو أربعة وجهز على أن يقوم بمهمة ثلاثة أجهزة مستوردة يقل عنها فى الثمن ويزيد عنها فى الكفاءة، ومزود بإمكانيات حديثة ويتواجد فى الشواطئ والبحار والموانئ والأماكن الضيقة حيث ينتشل المواد البترولية والزيوت الخفيفة فى أسرع وقت (من ٨٠٠٠ إلى ٢٠٠٠٠ لتر) فى الساعة ويستهلك ٣ لترات بنزين فقط ويطهر مساحة تقدر بـ ٢ كيلومتر مربع فى الساعة.

> ما الأسباب التى دفعتك لتصميم هذا الابتكار؟

− فى أيام حرب الخليج وانسكاب المواد البترولية فى الخليج العربى كان أبى يعمل بإحدى شركات الأسماك وخسر كل ما يمتلك بسبب تلوث الخليج وعاد إلى مصر مديناً واضطررت أن أترك المدرسة لأساعده فى المصاريف وعملت فى ورشة لتصنيع مراكب الصيد وكنت أعشق الطبيعة والبحار والأحياء البحرية، كان هذا هو السبب الأساسى للتفكير فى ابتكار جهاز لمكافحة التلوث البحرى بدون استخدام أى مواد كيميائية أيضاً كنت أقوم بشراء الكتب القديمة من حى العطارين بالاسكندرية وأقوم بجمع المواضيع الخاصة بحماية البيئة وكنت أطلع على مناورات مكافحة التلوث البحرى وأبحث عن الأجهزة الخاصة فى هذا المجال وأرى الأفضل منها وأضيفه إلى اختراعى حتى أصبح أحدث جهاز لمكافحة التلوث البحرى بشهادة أكبر المهندسين والخبراء والمتخصصين.

مم يتكون الجهاز؟ وما أهم مميزاته؟

يتكون من ثلاثة أجزاء: الأول هو وحدة التدخل السريع يقوم بخمس مهمات وتمتاز بـ٦ مميزات على مستوى الأجهزة المستوردة، والجزءان الثانى والثالث يقومان بنفس المهمات بحجم أكبر وبسرعة انتشال المواد البترولية قبل أن تصعد على سطح المياه. ويمتاز بوجود مضخات مائية لغسل الشواطئ ولرفع التلوث وانتشال المواد البترولية وعزلها عن المياه فى أسرع وقت.

ويتم الدفع بالجهاز على بعد (٥٠ متراً) للتخلص من المواد البترولية القابلة للاشتعال (بنزين- سولار) بدون إضافة أى مواد كيميائية أو مواد مصنعة ضارة بالثروة السمكية. ومن ضمن مميزاته وجود كاميرات حديثة لمراقبة التلوث البحرى على بعد أميال حتى يستطيع قائد غرفة العمليات فى أى مكان بالعالم مشاهدة وحدة التدخل السريع وهى تعمل على انتشال المواد البترولية والزيوت وإرشاد العاملين القائمين على وحدة التدخل السريع حتى يتمكنوا بسرعة من انتشال المواد البترولية لمكافحة أى تلوث بحرى. كما يوجد بوحدة التدخل السريع أذرع يتم شبك الحواجز المائية بها وتتبع السفن والمراكب التى تنسكب منها المواد البترولية حيث يتم انتشال هذه المواد وتوصيل السفن والمراكب إلى بر الأمان وتسليمها للجهات المختصة. كما يتم تصنيع نماذج من الجهاز تحمل على الفنادق العائمة ويتم إزالة وانتشال أى تسرب يحدث منها أو يتم السيطرة على التسرب حتى تحضر الجهات المختصة. وتمتاز وحدة التدخل السريع بأنها خفيفة الحركة ويتم نقلها بحراً وبراً او جواً والوصول إلى الهدف بأسرع ما يمكن.

> هل تم تطبيقه على أرض الواقع؟

− نعم تمت تجربته وأشاد به المتخصصون والأساتذة والخبراء فى المسابقة التى فزت بها فى معرض ومسابقة نبتكر الجنوب٢ بجامعة سوهاج وأوضحوا أن قيمته وفائدته كبيرة جداً للحفاظ على الثروة السمكية وحماية الشواطئ والبيئة من التلوث. وأكدوا أنه لو تم تصنيعه بمعرفة المؤسسات والأجهزة المعنية بالدولة لحماية شواطئنا وموانئنا ونهر النيل فسوف يوفر ملايين الدولارات وإذا قمنا بتصديره للخارج سيعود بربح كبير يصل إلى مليارات تدخل خزينة الدولة.