فى الصميم

أهلاً رمضان..

جـلال عـارف
جـلال عـارف

يحل الشهر المعظم هذا العام ونحن والعالم كله نعيش ظروفاً استثنائية، يأتينا الشهر الكريم ليمنحنا الفرصة أن نكون أكثر صفاء مع النفس، وأشد قربا الى الله، وأكثر اقتراباً من إنسانيتنا.
إنها فرصة لنعود إلى جوهر الأشياء بعد أن استغرقتنا المظاهر، وأن نجعل الشهر الكريم موسماً نخرج منه ونحن أقوى على مواجهة التحديات، وأشد عزماً على أن نكون كما أرادنا الله.. أشداء فى الحق، أقوياء بوحدتنا، أعزاء بانتصارنا للعدل والخير والجمال، وبسعينا لأن نعمر الأرض ونجمل الحياة.
فليكن شهراً للخير الذى نوزعه على الآخرين قبل أن ننال منه نصيبنا. وليكن شهراً للتكافل الحقيقى بعيداً عن المتاجرة بالدين أو المن على المحتاجين. وليكن شهراً للتقوى ندرك فيه أن الأقرب الى الله أن ننفق أموال عمرة لم يكتب لنا الله أن تتم على مساعدة المحتاجين ودعم المستشفيات العامة فى هذه الظروف الاستثنائية.
وليكن شهرا نسد فيه الطريق على «المتنطعين» الذين عطلوا تقدم الأمة قروناً ويريدون الاستمرار فى ذلك. ونغلق فيه الأبواب أمام هؤلاء الذين يكتفون من الدين بإطالة الذقون وتقصير السراويل  وإطلاق الفتاوى بلا علم أو فهم لجوهر الدين الحنيف.
وليكن شهراً لطاعة الله الذى أمرنا بأن نحترم العقل وأن نسعى للعلم وإن ننشر الخير وأن نتكاتف فى مواجهة كل قوى الشر وكل الأوبئة التى تهدد صحة الانسان أو تنخر فى جسد المجتمع.
كل عام ومصرنا العزيزة بخير. تبنى وتقاتل وتحلم بالأفضل. سلمت «المحروسة» من كل شر.