فى الصميم

الحرص المطلوب..

جلال عارف
جلال عارف

ما حدث فى يوم شم النسيم كان رائعاً. من ناحية كان الالتزام من جانب المواطنين كاملاً، ومن ناحية أخرى كان حزم الأجهزة الادارية فى تطبيق التعليمات.  والنتيجة كانت مرور اليوم بخير وتراجع المخاوف مما كان يمكن أن يحدث لو ترك الحبل على الغارب.. وللأسوأ فى مواجهة «كورونا».
لكن اليوم التالى أعاد التنبيه لخطورة الموقف. عاد الزحام للشوارع وعاد شئ من عدم الانضباط، والحجة أن رمضان المعظم على الأبواب. رغم أن كل شئ متوافر فى الأسواق، ورغم أن المنطق يفترض الحرص والتصرف فى إطار التمسك بسياسة العزل الاجتماعى حتى يكون رمضان - بإذن الله - هو شهر عبورنا بأمان من هذه الأزمة.
النقطة الأساسية أننا أمام ظروف استثنائية نخوض فيها حرباً شرسة لا مجال فيها للتهاون فى مواجهة الفيروس القاتل لأن النتائج - كما رأينا فى دول عديدة - ستكون كارثية. وما تتخذه الدولة من اجراءات احترازية هو السياج المطلوب لحمايتك وحماية اسرتك والمجتمع من هذا الوباء اللعين.
المزايدات بإسم الدين الحنيف رد عليها الأزهر الشريف ودار الإفتاء بصحيح الدين الذى يضع الحفاظ على حياة الناس فى مقدمة الأولويات.والمماحكات باسم العادات والتقاليد لا ينبغى الوقوف عندها حين يكون الثمن أن نفقد أحباء أو أن نضر بمصلحة البلاد والعباد.
الحظر لابد أن يستمر كما يؤكد كل الخبراء. تحديد ساعات الحظر لابد أن يأخذ بالأحوط والأكثر أماناً علينا أن نضع فى الاعتبار أن كل الهيئات العالمية وكل علمائنا المرموقين يحذرون من التسرع فى رفع الحظر أو تخفيفه، ربما يكون علينا أن نجتهد فى حل مشكلة الزحام الشديد قبل الإفطار. ولعلنا نفكر عكس المألوف، أى أن نعود للعمل مبكراً فى الصباح. لا أفهم لماذا لا تبدأ المصالح والشركات العمل فى الثامنة بدلا من العاشرة وأن ينتهى العمل مبكرا، وأن يسود الحظر فى المساء.
كل عام وأنتم بخير، وسلمت مصر من كل شر.