مع احترامى

رمضان «السنادى».. غير

فرج أبوالعز
فرج أبوالعز

وسط أجواء ملغومة بغيوم وباء كورونا أيام ويحل علينا شهر رمضان المبارك أعاده الله على الأمة الإسلامية جمعاء بالخير واليمن والبركات.
شهر رمضان هذا العام لابد أن يكون مختلفا قلبا وقالبا مثل كل شيء سيتغير حتما بعد انقشاع غمة كورونا بعون الله تعالى.. علينا أن نتمسك باتباع الاجراءات الاحترازية ضد الفيروس اللعين بحذافيرها فلا يصح بأى حال من الحالات لى أعناق الحقيقة بالقول بأن رمضان سهر وصلوات تراويح ومساجد مفتوحة إلى آخره فهذا كله يعتبر لغوا - إذا صح التعبير - فالفقه الإسلامى أول من أرخ لنظام العزل ومنع التجمعات عند الجوائح.. وهذا ما يقوله ويؤكد عليه علماء الدين عندنا.
نعم مظهر موائد الرحمن فى الشوارع والميادين مفرح وأبلغ دليل على التكافل الاجتماعى والتراحم وهما سمة المجتمعات الإسلامية بوجه عام خاصة فى أيام الشهر الكريم ولكن هذا العام يجب أن نلتزم بالاجراءات الحاسمة التى وضعتها أجهزة الدولة لتفادى انتشار الوباء وعلى كل منا أن يفكر بروح المجتمع ككل فالجائحة لا تستهدفنا نحن فقط بل تستهدف العالم أجمع وأصابت دولا أكثر منا تقدما وأكثر ثروة وبالتالى فإن الأمر جلل وعلينا اتباع بدائل وفرتها الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى الموثوق فيها للتعبير عن التكافل الاجتماعى بإيصال الخير لمستحقيه فى منازلهم حتى تزول الجائحة ثم نعود لعاداتنا وتقاليدنا الجميلة التى ألفناها منذ قديم الزمان.
يجب ألا نجد بيننا من يتباكى على إغلاق المساجد رغم أن ذلك لظرف ضرورى للحفاظ على صحة الإنسان وفى الوقت نفسه نستغل زيادة الطلب على السلع بوجه عام وخاصة السلع الغذائية فى الشهر الكريم وأن نرفع الأسعار دون وجه حق ونتسابق لنكون أغنياء حرب فهذا لا يقبله أى دين سماوى ولا يقبله المنطق والواقع الذى يؤكد أننا فى ظرف أزمة وعسرة وعلينا التكاتف جميعا للخروج منها.
دائما وأبدا سيظل المأثور السائد: من أمن العقاب أساء الأدب وعلى السلطات المختصة بمراقبة الأسواق والأسعار الاضطلاع بدورها على الوجه الأكمل بضبط كل من يحاول رفع سعر سلعة أو حجبها عن الأسواق رغبة فى ربح أكبر وأسرع بتطبيق القانون وبصورة ناجزة على المخالفين لردع كل من تسول له نفسه الاتجار بآلام الناس ومعاناتهم وفى اعتقادى أن الالتزام بما شرعه الدين ومبادئ الأخلاق أهم وأجدى من التباكى على أشياء أقرتها الدولة لصالح صحة الإنسان التى هى الأساس فى كل شيء.
علينا كمستهلكين أن نمتثل بالتقوى التى هى الأساس فى تشريع الصيام فالصيام ليس فقط امتناع عن المأكل والمشرب بل هو تقرب وخشوع لتعاليم الله تعالى وأبسطها أن نعمل على ترشيد استهلاكنا بقدر الإمكان وأن نزيد من جرعة التكافل الاجتماعى فى الشهر الفضيل وأن نتغاضى مؤقتا عن مظاهر الترف والعزائم باهظة التكاليف فقد يكون لديك جار أو صديق لا يجد أصلا ما يسد رمقه فى الوقت الذى نرمى فيه بواقى العزائم الفخمة فى صناديق القمامة.
أمام الأجهزة المختصة بمراقبة الأسواق وعلى رأسها وزارة التموين ومباحث التموين وجهاز حماية المستهلك مهمة لا تقل عن مهمة جيش مصر الأبيض من الأطباء والممرضين وسائر من ينتمى للقطاع الطبى وعلى أجهزة مراقبة الأسواق أن تكثف جهودها لضمان توافر السلع بأسعار المناسبة دون جشع ولا استغلال والأهم من ذلك تطبيق القانون وبحزم ودون محاباة لأحد ضد من يخالف لأننا بالفعل فى حالة حرب وعلينا أن نتكاتف لكى ننتصر.
حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.