مقالات القراء| تكريم مرفوض !!

محمد محمود
محمد محمود

أرسل إلينا الكاتب الصحفي محمد محمود، مقالا بعنوان «تكريم مرفوض !!»، قال في مقاله:

 

فى تحدٍ سافرٍ واستفزازٍ لمشاعر المواطنين بمحافظة الشرقيَّة بصفةٍ خاصةٍ، وبجميع أنحاء الجمهوريَّة بصفةٍ عامةٍ، قامت جمعيَّة "أصدقاء المرضى"، بمركز ومدينة الإبراهيميَّة، بمحافظة الشرقيَّة بتكريم طاقمى الأطباء والتمريض بمستشفى "الإبراهيميَّة المركزى"؛ على الجهود الوقائيَّة والاحترازيَّة التى تمَّ اتخاذها من قِبلهما؛ لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

 

وذلك خلال حَفلٍ جمع الأطباء والمُمرضين، داخل مُخيمٍ صُمم على هيئة "فراشة"، أعقبهُ توزيع شهادات التكريم  على الحضور؛ لدورهم البطولى فى الحرب على  الوباء المستجد، فى مدينةٍ لم تظهر فيها حالةٌ واحدةٌ حتى موعد إقامة هذا الاحتفال نهاية الأسبوع الماضى وكتابة هذه السطور ؟!!.

 

وإذا كان التكريمُ حقًا مشروعًا لهؤلاء الأطباء والممرضين، فهل التوقيت مناسبٌ، أم أن الحربَ على هذا الفيروس اللعين قد انتهت بعد؟ وهل يصح أن يتم التكريم على الجهود الوقائيَّة والاحترازيَّة وإقامة الحفلات والندوات والمؤتمرات التى لا تتفق نهائيًا مع سبب التكريم؛ الذى هو من صميم عمل هذه الفئة وما عاهدوا عليه المصريين عند تخرُّجهم؟ .

 

وفرضًا كان من قبيل الاستحقاق أو رفع الروح المعنوية والدعم، فمن السهلِ أن يتم من خلال لوحة شرفٍ تُكتب على لافتةٍ، يُطبع منها عشرات النسخ، وتُعلق في جميع أنحاء المدينة، أفضل بكثيرٍ من تجمُّعٍ مرفوضٍ حاليًا شكلًا وموضوعًا، خوفًا من انتشار الفيروس، وربَّما يغفل فيه الطاقمُ الطبىُ المُكرَّم عن واجبهِ الأساسى فى خدمة المرضى، حتى ولو لفترةٍ زمنيةٍ بسيطةٍ؛ لاستلام شهادة تكريمٍ لا تُغني ولا تُثمن من جُوعٍ !!.

 

من الواضح أن هذا التكريم أصبح أهم من اجتماعات مجلس الوزراء، وأهم من المؤتمرات الدوليَّة التى تمَّ إلغاؤها بسبب كورونا.. هذا التكريمً الغريبُ الذى تفرَّغ له السيد رئيس مجلس المدينة المُوقر؛ لأنه ربَّما كان أهم من مصالح ومشاكل أهالى المدينة ذاتها التى يرأسها.. عُذرًا ومع احترامى للجميع؛ هذا التكريم مرفوضٌ.