شباب إنقاذ الوطن من كورونا| «ناجي» يشتري الطلبات لكبار السن.. وآخرون يعقمون المواصلات خوفًا من العدوى

صورة موضوعية
صورة موضوعية

"في الشدائد تظهر معادن الرجال".. حكمة شعبية طبقها بحذافيرها بعض الشباب المصريين الذين تطوعوا لمساعدة المواطنين وكبار السن لتخطي الأزمة العالمية جراء ظهور فيروس كورونا المستجد.

 

عدد كبير من المبادرات أطلقها هؤلاء الشباب من كل حدب ونسل وفي بقاع متعددة من الدولة، وكانت أبرزها مبادرة "أحنا في ضهرك" لقضاء طلبات كبار السن للحفاظ عليهم من الفيروس، ولعدم خروجهم من المنزل، وغيرها من المبادرات لتعقيم التوك توك والشوارع خوفًا على المواطنين من الإصابات بالفيروس المستجد.

 

وأكد محمد ناجى شاب يبلغ من العمر ٢٨ عام، أن انتشار الفيروس بات أمر مزعج ويثير الذعر والخوف، لاسيما عندما علم أن كبار السن والمسنين الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس الفتاك، مما دعاه للتطوع لخدمة هؤلاء المسنين رحمة ورفق بهم من الاختلاط بالمواطنين، وكان هدفه الأساسي الوصول للمسنين الذين اغترب أولادهم، أو لم ينجبوا ويعيشون بمفردهم، لأنهم أحق بالخدمة والمساعدة في ظل هذه الظروف العصيبة التي تعيشها البلاد.

 

قصص متعددة وروايات صاحبت الشاب محمد، أثناء تسخير نفسه لخدمة المسنين، وذكر أن بعض المسنين طالبه شراء بعض المستلزمات من السوق كالخضراوات والبطاطس وفلفل الأخضر والألوان، وغيرها الاحتياجات التي يتطلبها كل منزل، فضلًا عن العقاقير العلاجية لمرضى كبار السن، ودفع فواتير التليفون المتأخرة السداد، كما طلبت إحدى السيدات العجوز توصيلها لطبيب لدي وجود ميعاد سابق، وظلت طوال الطريق وأثناء انتظاره معها، تقص عليه روايتها مع الزمن، وطريقها في الحياة منذ الصغر وكيف وصل بها الأمر لعدم زواجها وتركها وحيدة، وأخرجت صور العرسان الذين تقدموا لها ولم يتم الزواج.

 

ولم يشعر محمد بالضيق أو الضجر من سرد القصص، أو ملل الانتظار، مما دعاه لنشر الفكرة على الفيس بوك وتفاعل عدد كبير معها، ونفذها بعض الشباب في أماكن متعددة وقاموا بنشر نفس البوست علي صفحات التواصل الاجتماعي، كما انتشرت المبادرة خارج مصر، وبدأ بعض المغتربين مساعدة بعضهما البعض وظهر المعدن الأصيل للشباب، وظهر الهدف الأساسي من المبادرة وهو رسالة للمصريين "أحنا في ضهرك.. 100 مليون مصري في ضهر بعض".

 

وتابع الشاب الثلاثيني اشتراكه في مبادرة آخري تتضمن جمع تبرعات مالية لتوزيعها على العمالة الغير منتظمة والتي تضررت من فيروس كورونا، وبدأو في تكوين قاعدة بيانات للبحث عن عمال النظافة في المولات والباعة الجائلين وغيرهم من الفئات المهمشة في المجتمع لإعطائهم أموال، بالإضافة لعمل وجبات لهم، وجاري البحث الآن وتجميع البيانات.

 

وفي نفس السياق وتحقيقًا لنفس الهدف، ظهر مجموعة من الشباب بجهودهم الذاتية في تعقيم المواطنين في مدينة بأسوان بمنطقة دراو، خوفًا من انتشار الفيروس بالمدينة.

 

وأكد سعد سليمان مهندس لاندسكيب وتنسيق حدائق بمدينة أسوان، أنه بالاشتراك مع عدد من الشباب المتطوعين، أحضروا مجموعة من المعقمات البسيطة والغير مكلفة، نظرًا لأنها بالجهود الذاتية من بعضهم، وتضمنت أدوات التعقيم بخاخ ويحتوى علي كلور مخفف بالماء والديتول وذلك بالرش في أماكن مقاعد وسائل المواصلات، وتم تعقيم المارة بالشوارع الرئيسية بالمدينة بالكحول المخفف بالماء، إلى أن يصل الفرد منزله يقوموا بتوعيته بضرورة تطهير نفسه وغسل يداه جيدًا تجنبًا لنقل الفيروس الفتاك، مع تعقيم يده بكحول إيثانول ٧٠٪؜ ، والهدف هو توعية المواطنين البسطاء لزيادة نشر ثقافة التعقيم لديهم ووجدوا الاستجابة رويدا رويدا من قبل المارة. 

 

وأضاف سليمان أن التركيز في التعقيم والتطهير كان ليس للمارة فقط، بل شمل سائقي الميكروباص والتوك توك، نظرًا لتوافد عليهم أعداد كبيرة من الركاب وكثرة الاحتكاك ببعضهم وشمل أيضا السيارات الخاصة.

 

وأشار ، أنه حصل علة تصريح من العميد أحمد يونس مأمور مركز شرطة دراو وتصريح من مكتب الأمن الوطني، لتوعية المواطنين عبر مكبرات الصوت بضرورة التزام المنازل، وقراءة طرق الوقاية لهم وأعراض المرض من خلال المكبرات والتعقيم الضروري لجميع أفراد المنزل ، ذلك بجانب استمرار هؤلاء الشباب المتطوعين العمل ميدانيًا والتوعية، مع توزيع نشرات ورقية علي المواطنين لتوعيتهم.

 

كما أكد محمد القاضي متطوع ضمن حملات تطهير وتوعية المواطنين بمدينة دراو، أن المدينة حرصت علي تكاتف أبناءها حفاظًا علي أرواح كبار السن وعدم انتشار الفيروس، وكثف الشباب جهودهم لنشر التوعية بكيفية تطهير وتعقيم الأيدي من خلال المعقمات البسيطة.

 

وأضاف أن الحملة قامت علي تطهير التوك توك، والأسطح والأبواب والمواطنين بالشوارع الرئيسية، ثم توجه بصحبة رئيس المدينة للعمل على تعقيم مقر الوحدة ورافقه مشرف الحملة المكيانيكية.