الأزهر العالمي للفتوى يكشف أهمية الأخذ بأسباب النجاة من كورونا

مركز الأزهر العالمي للفتاوى الإلكترونية
مركز الأزهر العالمي للفتاوى الإلكترونية

دعا مركز الأزهر العالمي للفتاوى الإلكترونية، ضمن حملة وقاية لمواجهة فيروس كورونا إلى الأخذ بالأسباب.

وقال، إن الأخذ بالأسباب عبادة واجبة، وسنة كونية، وشريعة ربانية، يجب الأخذ بها، مع ضرورة اليقين في الله تعال، وعدم الاعتقاد بأن الأسباب تؤثر بذاتها؛ قال تعالىٰ: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} [النحل: ٩٧].

وتابع ديننا هو دين التوكل لا التواكل، ودين العمل والأمل، لا التواني والكسل. ولقد طبق الأنبياء والصالحون هذه العبادة الواجبة، والتزموا بها، رغم أن الأنبياء مؤيدون من السماء، ورغم أن الله وعد الأولياء والصالحين بأنه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؛ فهذا نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام يأمره ربه أن يصنع سفينة ليحمل فيها من كل زوجين اثنين، ويحمل فيها من امن معه، فيستجيب لهذا الأمر ويصنعها؛ قال تعالىٰ:{فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون} [المؤمنون: ٢٧]، {ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه ۚ قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون} [هود: ٣٨]، {وقال اركبوا فيها بسم الله مجريٰها ومرساها ۚ إن ربي لغفور رحيم} [هود: ٤١].

ولفت الأزهر إلى أن نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام أمره ربه أن يضرب البحر بعصاه حين أتبعه فرعون وجنوده يريدون القضاء عليه وعلىٰ من امن معه: {فأوحينا إلىٰ موسىٰ أن اضرب بعصاك البحر ۖ فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} [الشعراء: ٦٣].

وأشار إلى أن القران أخبر عن ذي القرنين أنه كان يأخذ بالأسباب، فقال: {إنا مكنا له في الأرض واتيناه من كل شيء سببا. فأتبع سببا} [الكهف: ٨٤-٨٥]، كما أخبر القران الكريم عن السيدة مريم عليها السلام وهي في حالة شديدة من أشد حالات ضعف المرأة، وهي حالة المخاض، حين أمرها الله تعالى بالأخذ بالأسباب، فقال:{وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا} [مريم: ٢٥].

وكان سيدنا محمد ﷺ خاتم الأنبياء مثلا أعلىٰ في الأخذ بالأسباب، فقد خطط للهجرة تخطيطا دقيقا، وأخذ بالحيطة، واستعان بأهل الخبرة، ودبر الأمور بدقة، رغم يقينه أن الله تعالىٰ لا يخذله، وأنه يؤيده وينصره؛ وفي هذا كله درس لنا بوجوب الأخذ بالأسباب.

وقال سيدنا رسول الله ﷺ: «لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا» [سنن الترمذي].فالطير تغدو وتروح، أي: تذهب أول النهار وترجع اخره.

وشدد مركز الأزهر العالمي للفتوى، بأنه لا بد لنا من العمل والأخذ بالأسباب؛ لنرقى وعنا الله يرضى.