حكايات| وعد «مسافة السكة».. مصريون برتبة جنرال بالجيش الأبيض الكويتي

مصريون برتبة جنرال بالجيش الأبيض الكويتي
مصريون برتبة جنرال بالجيش الأبيض الكويتي

مقاتلون بدرجة لواءات في الجيش الأبيض الكويتي، بالأمس فعلها آباؤهم حين اصطفوا بجوار أشقائهم الكويتين في حرب الخليج، واليوم يجددوا عهد «مسافة السكة» بالسهر ساعات من أجل إنقاذ المصابين بفيروس  كورونا في هذا البلد الخليجي.

 

يقف عدد كبير من الأطباء المصريين، في الصفوف الأولى لمواجهة هذا العدو غير المرئي لحماية الشعب الكويتي وكثير من الوافدين بين جدران المستشفيات لكنهم آثروا الصمت والعمل على الخروج لإظهار الجهود.

 

تامر مجدي إبراهيم، طبيب مصري يعمل ضمن فريق العمل الخاص بعلاج مصابي فيروس كورونا بمستشفى العدان، الذي يعد أكبر  مستشفيات الكويت؛ حيث يؤكد وهو يرتدي ملابس الحماية أنه يعمل يوميا  من 8 لـ10 مقسمين ما بين صباحا وظهرا ومساءً.

 

يصمت الطبيب تامر لالتقاط أنفاسه ثم يتذكر أصعب المواقف التي مرت عليه، مؤكداً أن هذا الموقف لم يستطع نسيانه عندما جاءت سيدة كويتية يشتبه في إصابتها بكورونا ولكن زوجها رفض الكشف عليها وغادر المستشفى على فور.

 

وعن هذا التصرف، قال إنه سارع إلى إبلاغ الشرطة الكويتية التي تواصلت مع الزوج فوراً وأحضر زوجته بالفعل إلى مستشفى صباح اليوم التالي، وتم الكشف عليها والتأكد من عدم إصابتها بفيروس.

 

هنا يستكمل الطبيب المصري حديثه بالتأكيد على أن هناك الكثير من العائلات تطلب بدخول مع المصاب خلال الكشف بما يعرضهم للإصابة، مؤكدا أن في هذه الحالة يقوم باستدعاء العلاقات العامة بالمستشفى لمنعهم واستدعاء الشرطة الموجودة بحرم المستشفى لمنع الأهالي خوفا على صحتهم.

«الأطباء المصريون بالكويت يعملون ليلا ونهارا لعلاج المصابين».. عبارة واصل بها الطبيب المصري تأكيده على أن جيمع الأطباء المصريين متعاونون للغاية في مواجهة هذا الفيروس اللعين سواء كان داخل المستشفيات أو الحجر الصحي، لافتاً إلى انتشارهم في الطوارئ والعناية المركزة فهم أبطال المعركة بكل المقاييس.

 

ويرى الطبيب مجدي أن الأمر ليس سهلا فالأطباء قاموا بتقسيم أنفسهم بقسم الطوارئ إلى 4 مجموعات وكل مجموعة بها من 4 إلى 5 أطباء يتولون العمل داخل غرفة خاصة بفحص الفيروس، وفي حالة التأكيد من الإصابة يتم عزل المريض وإذا كانت مستقرة أو اشتباه يتم نقله إلى أقسام الباطنة.

لكن لم ينس الطبيب مجدي التأكيد على «التعامل المحترم» من قبل الحكومة الكويتية مع الأطباء بشكل عام ومنهم المصريين بطبيعة الحال، فالطبيب الوحيد المستثنى من حظر التجوال بدافع إنساني ووظيفي.

 

أما الطبيب محمد الوكيل فيقول إنه يعمل ضمن فريق القلب بمركز الدبوس التابع لمستشفى العدان ويتعامل مع الحالات المشتبة بها، وإذا تأكدت إصابتها يتم تحويلها إلى مستشفى آخر.

 

ويقتصر دور الطبيب الوكيل على تشخيص حالات ضعف القلب المصاحبة  للفيروس، مؤكدا أن دوره أن يجنب مرضى القلب الإصابة بكورونا.

 

وبحسب إحصائيات كويتية رسمية فإن الأطباء المصريين يتصدرون قائمة الأطباء الوافدين العاملين في المستشفيات الكويتية المختلفة من حيث العدد.