72 عامًا على مذبحة «دير ياسين»

مجزرة دير ياسين.. 72 عامًا على مذبحةٍ أكدت نقض اليهود للعهود
مجزرة دير ياسين.. 72 عامًا على مذبحةٍ أكدت نقض اليهود للعهود

هناك في دير ياسين غرب القدس المحتلة تبقى الأرض شاهدةً على جرائم محتلٍ غاصبٍ، اقترف من الدماء ما اقترف، وانتهك من الحرمات شر انتهاك، وكم من قريةٍ عاث فيها فسادًا، فظلت أرضها ملطخة ثراها بالدماء التي تلعن المحتلين المجرمين.

قرية فلسطينية اسمها دير ياسين لا تزال خالدة بأهلها في صدور الفلسطينيين، بعد أن سطرت ملحمة نضالية في وجه الإسرائيليين، وعنونت في صفحة عريضة في كتاب التاريخ أنه "لا عهد لليهود إلى يوم الدين".
وقبل أن يشرع الاحتلال الإسرائيلي في إعلان دولته في 15 مايو عام 1948، والذي يمثل ذكرى النكبة للعرب والفلسطينيين، كان المتطرفون الصهيونيون يرتكبون أبشع المجازر في حق الشعب الفلسطيني.

نقض العهد

حكاية التاسع من أبريل من ذلك العالم، حينما نفذت جماعتان صهيونيتان مجزرة دير ياسين الشهيرة، التي أسفرت عن استشهاد مئات الفلسطينيين.

ولا توجد إحصائية رسمية مؤكدة بالرقم الصحيح لشهداء فلسطين في هذه المجزرة، والمعروف أن عدد الشهداء يتراوح بين 250 و360 شهيدًا فلسطينيًا.

والجماعتان الصهيونيتان اللتان نفذتا الهجوم الإرهابي على الفلسطينيين في دير ياسين هما "أرجون" و"شتيرن". وجاءت المذبحة بعد نحو أسبوعين من توقيع رؤساء المستوطنات اليهودية جوار دير ياسين معاهدة سلام مع القرية الفلسطينية، فكان نقض العهد هو العنوان البارز، لطباع اليهود التي لم تختلف في الأولين والآخرين.

وقائع المذبحة

وتبدأ وقائع الأحداث وفق شهادات الناجين من المجزرة، بأن الهجوم بدأ قرابة الساعة الثالثة فجر ذلك اليوم، لكن الصهاينة في حينه تفاجأوا بنيران الأهالي التي لم تكن في الحسبان، وسقط من اليهود 4 قتلى، وما لا يقل عن 32 جريحًا.

بعد ذلك طلبت العصابات الصهيونية المساعدة من قيادة  فرقة "الهاجاناة" في القدس وجاءت التعزيزات، وتمكّنوا من استعادة جرحاهم وفتح الأعيرة النارية على الأهالي دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة.

وقد استمرت المجزرة الوحشية الصهيونية حتى ساعات الظهر، وقبل الانسحاب من القرية جمع الإرهابيون اليهود كل من بقي حيًا من المواطنين العرب داخل القرية وأطلقوا عليهم النيران لإعدامهم أمام الجدران.

تفاخر بيجن

فرقة الهاجاناة التي فتحت النيران دون رحمة على أهالي دير ياسين، كانت بقيادة مناحم بيجن، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا لوزراء إسرائيل.

وتفاخر بيجن بما فعله، وقال "كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة، فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوي فأخذوا يفرون مذعورين.. فمن أصل 800 ألف عربي كانوا يعيشون على أرض إسرائيل الحالية (فلسطين المحتلة) عام 1948 لم يتبق سوى 165 ألفًا".

وتابع قائلا: "لقد خلقنا الرعب بين العرب وجميع القرى في الجوار. وبضربة واحدة، غيرنا الوضع الإستراتيجي".

وكانت مجزرة دير ياسين عاملاً مؤثرًا في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين أو البلدان العربية المجاورة، لما سببته من حالة رعب عند المدنيين، خشية تكرار مثل هذه المجازر مرة أخرى.

تلك كانت حكاية محتل اتخذ من القتل والدمار وسيلة لتحقيق أهدافه، وغاية للبقاء في أرضٍ سكنها عنوةً دون حقٍ، فأصبحت المجازر والجزائم هو العهد المألوف لهم للحفاظ على الأرض التي سلبوها من أصحابها الحقيقيين.